اشر فعل البرايا فعل منتحر
|
وأفحش القول منهم قول مفتخر
|
ان التمدح من عجب ومن أشر
|
والمرء في العجب ممقوت وفي الاشر
|
يا راجي الأمر لم يطلب له سبباً
|
كيف الرماية عن قوس بلا وتر
|
ليس التسبب من عجز ولا خور
|
وانما العجز تفويض الى القدر
|
دع الأناسيَّ وانسبني لغيرهمِ
|
إن شئتَ للشاهِ أو إن شئت للبقر
|
فإن للبشر الراقي بخلقته
|
من قد انفت به أني من البشر
|
ألبس حياتك احوال المحيط وكن
|
كالماء يلبس ما للظرف من جدر
|
وان ابيت فلا تجزع وانت بها
|
عار من الأنس أو كاس من لبضجر
|
إن رمت عزاً على فقر تكابده
|
فاستغن عن مال اهل البذخ والبظفر
|
اذانظرت الى الجزئي تصلحه
|
فارقبه من مَرقب الكلي في النظر
|
فان نفعك شخصاً واحد ربما
|
يكون منه عموم الناس في الضرر
|
قد يقبح الشئ وضعاً وهو من حسن
|
كالنعش يدهِش مَرأى وهو من شجر
|
فالقبح كالحسن في حكم النُّهى عَرَض
|
وليس يثبت إلا عند معتبر
|
لا تعجبن الذي عقل يروح به
|
لينتج الشرُّ خيراً غير منتظَر
|
فانما لمعات الخير كامنة
|
بين الشرور كمون النار في الحجر
|
سبحان من أوجد الأشياء واحدة
|
وانما كثرة الاشياء بالصور
|
هَبْ منشأ القوم يبقى مبهماً أبداً
|
فهل ترى فيه عقلاً غير منبر
|
الحب والبغض لا تأمنِ خداعهما
|
فكم هما أخذا قوما على غرَر
|
فالبغض يبدي كدورا في الصفاء كما
|
أن المحبة تبدي الصفو في الكدر
|
واشنع الكذب عندي ما يمازجه
|
شئ من الصدق تمويهاً على الفكر
|
فان ابطال هذا في النهى عسر
|
وليس إبطال محْض الكذب بالعسر
|
قالوا عشقت معيب الحسن قلت لهم
|
كفوا الملامَ فما قلبي بمنزجِر
|
ما العشق إلا العمى عن عيب منْ عشِقتْ
|
هذي القلوب ولا اعني عمى البصر
|
قالوا ابْنُ مَنْ أنت يا هذا فقلت لهم
|
أبي امرؤ جَدُّه الأعلى أبو البشر
|
قالوا فهل نال مجداً قلت واعجبي
|
اتسألوني بمجد ليس من ثمري
|
لا در در قصيد راح ينظمه
|
من ليس يعرف معنى الدر والدُّرَرِ
|
يبكي الشعور لشعر ظل ينقده
|
من لا يفرق بين الشعر والشعر
|
قالتنواروقد انشدتها سحراً
|
ممن تعلمت نفْثَ السحر في السحَر
|
فقلت من سحر عينيك الذي سحرت
|
به المشاعر من سمع ومن بصر
|