تماهي يحيى السماوي


بينكِ والعراقْ

تماثلٌ …

كِلاكُما يسكنُ قلبي نَسَغَ احتراقْ

كلاكما أعلنَ عصياناً

على نوافذِ الأحداقْ

وها أنا بينكما

قصيدةٌ شهيدةٌ

وجثَّةٌ القى بها العشقُ

الى مقبرةِ الأوراقْ

*****

بينكِ والفراتْ

آصِرَةٌ …

كِلاكُما يسيلُ من عينيَّ

حين يطفحُ الوجدُ

وحين تشتكي حمامةُ الروح ِ

من الهجيرِ في الفلاةْ ..

كلاكما صيَّرني أمنيةًً قتيلةًً

وضحكةً مُدماةْ

تمتدُ من خاصرةِ السطورِ
 

حتى شَفةِ الدواةْ …

كلاكما مئذنةٌ حاصَرها الغُزاةْ ..

وها أنا بينكما

ترتيلةٌ تنتظرُ الصلاةْ

في المدنِِ السُباتْ

*****

بينكِ والنخيلْ

قرابةٌ …

كلاكما ينامُ في ذاكرةِ العشبِ

ويستيقظُ تحتَ شرفةِ العويلْ

كلاكما أثكلًهُ الطغاةُ والغُزاةُ

بالحفيفِ والهديلْ

وها أنا بينكما

صبحٌ بلا شمسٍ

وليلٌ ميّتُ النجوم ِ والقنديلْ

*****

لا تعجبي إن هَرمت نخلةُ عمري

قبل أن يبتديء الميلادْ

لا تعجبي …

فالجذرُ في "بغدادْ "

يرضعُ وحلَ الرُعبِ..

والغصونُ في "أدِلادْ"

وها أنا بينكما

شراعُ سندبادْ

يبحرُ بينَ الموتِ والميلادْ

*****