شهدنا زمانا في الكنانة ردنا
|
إلى خير أزمان الفصاحة في العرب
|
كأنا بذاك العهد بعد انقطاعه
|
وطول التراخي آب متصل السبب
|
تولت عصور شيب فيها صفاؤها
|
وخولط فيها بين حر ومؤتشب
|
غمائم دكن شوهت قسماتها
|
وغيبت الوضاح من ذلك النسب
|
فيا نخبا هبت تجدد مجدها
|
وتأتي بما لم تستطيع قبلها النخب
|
تنافس أهل الفضل فيك فأتمرت
|
قرائحهم أزكى البواكير عن كثب
|
إذا اختلفت في بعثها وجهاتكم
|
فما ضار أصلا أن أفنانه شعب
|
مرامكم في غاية الأمر واحد
|
وما لمراميكم سوى ذلك الأرب
|
ثناء عليكم بالذي تبتغونه
|
وتدرون أن الفوز بالجد والدأب
|
وليس الذي تأتون عفو مبرة
|
لأم رؤوم بل قضاء لما وجب
|
على بركات الله سيروا مسيركم
|
وصيدوا المنى من كل منحى ومضطرب
|
فإن ضروب العلم جم عديدها
|
وإن ضروب الفن تعجز من حسب
|
وللفكر والإفصاح عنه طرائف
|
دواني قطوف للمجدين في الطلب
|
أتحرمها الفصحى وقد فتحت لكم
|
مغالق فيها كل مدخر عجب
|
أفيضوا عليها من كنوز ابتكاركم
|
بما ينفس الأحساب من فاخر الحسب
|
أنابكم المولى الكريم بفضله
|
وحي على الأيام رابطة الأدب
|