إِلى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِي، وَجَارَة ً |
تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّبَاحِ بِإِعْوَالِ |
لها صبية ٌ لاَ باركَ اللهُ فيهمُ |
قِبَاحُ النَّوَاصِي، لاَ يَنَمْنَ عَلَى حَالِ |
صوارخُ ، لاَ يهدأنَ إلاَّ معَ الضحا |
مِنَ الشَّرِّ، في بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ |
تَرَى بَيْنَهُمْ ـ يَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ـ |
لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِي |
كَأَنَّهُمُ ـ مِمَّا تَنَازَعْنَ ـ أَكْلُبٌ |
طُرِقْنَ ـ عَلَى حِينِ الْمَسَاءِ ـ برِئْبَالِ |
فهجنَ جميعاً هيجة ً فزعتْ لها |
كِلاَبُ الْقُرَى ، مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ |
فلمْ يبقَ منْ كلبٍ عقورٍ وَ كلبة ٍ |
مِنَ الْحَيِّ إِلاَّ جَاءَ بِالْعَمِّ وَالْخَالِ |
وَفزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْلُ؛ فَانْبَرَتْ |
تُجَاوِبُ بَعْضاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَالِ |
فقامتْ رجالُ الحيَّ تحسبُ أنها |
أصيبتْ بجيشٍ ذي غواربَ ذيالِ |
فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً، وَمِنْ قَابِضٍ عَصاً |
وَمِنْ فَزِعٍ يَتْلُو الْكِتَابَ بِإِهْلاَلِ |
وَ منْ صبية ٍ ريعتْ لذاكَ ، وَ نسوة ٍ |
قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْنَ بِالْوَالِي |
فَيَا رَبُّ، هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّراً |
عَلَى مَا أُقَاسِيهِ، وَخُذْهُمْ بِزَلْزَالِ |