إِلاَمَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ؟
|
أبعد خمسين فى الصبا أربُ ؟
|
هيهات ولى الشبابُ ، واقتربتْ
|
سَاعَة ُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
|
فليس دون الحِمامِ مبتعدٌ
|
ولَيْسَ نَحْوَ الْحَياة ِ مُقْتَرَبُ
|
كلُّ امرئٍ سائرٌ لمنزلة ٍ
|
لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ
|
وساكنٌ بينَ جيرة ٍ قذَفٍ
|
لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ، ولا قُرَبُ
|
فِي قَفْرَة ٍ لِلصِّلالِ مُزْدَحَفٌ
|
فِيها، ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ
|
وشاهدٌ موقفاً يُدانُ بهِ
|
فَالوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ
|
فاربأ يفاعاً ، أو اتَّخذ سرباً
|
إنْ كانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ والسَّرَبُ
|
لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمامِ، ولاَ
|
يخلُصُ منهُ الحمامُ والخربُ
|
مسلَّطٌ فى الورى َ : فلا عجمٌ
|
يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ، وَلاَ عَرَبُ
|
فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ، وَكَمْ أُمَمٍ
|
بادت ، فغصَّت بجمعها التُّربُ
|
فمنزلٌ عامرٌ بقاطنهِ
|
ومنزلٌ بعدَ أهلهِ خرِبُ
|
يغدو الفتى َ لاهياً بعيشتهِ
|
وليسَ يدرى ما الصَّابُ والضرَبُ
|
ويقتنى نبعة ً يصيدُ بها
|
ونبعُ من حاربَ الرَّدى غربُ
|
لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقَهُ
|
كماتحٍ خانَ كفَّهُ الكربُ
|
يا وارِداً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ
|
حذارِ من أن يصيبكَ الشَّربُ
|
تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
|
والَّلهوُ فيهِ البوارُ والتَّرَبُ
|
وتتركُ البرَّ غيرَ محتسبٍ
|
أجراً ، وبالبرِّ تُفتَحُ الأربُ
|
دَعِ الحُمَيَّا، فَلاِبْنِ حانَتِهَا
|
من صدمَة ِ الكأسِ لهذمٌ ذرِبُ
|
تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً
|
وعقلهُ فى الضلال مغتربُ
|
فبئستِ الخمرُمن مخادعة ٍ
|
لسلمها فى ِ القلوبِ محتربُ
|
إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَة ٍ قَتَلَتْ
|
كما تفشِّى فى المبركِ الجرَبُ
|
فتب إلى الله قبلَ مندَمَة ٍ
|
تَكْثُرُ فيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ
|
واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ، فَالْمُوَفَّقُ مَنْ
|
هذَّبهُ الاعتيادُ والدَّربُ
|
وجد بما قَدْ حوَتْ يداكَ ، فمَا
|
ينفَعُ ثَمَّ اللُّجينُ والغرَبُ
|
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ
|
قَوْساً مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ
|