لم يزل مجلسي على تّلي الرم
|
ليّ يصغي إلى أناشيد أمسي
|
لم أزل طفلة سوى أنني قد
|
زدت جهلا بكنه عمري ونفسي
|
ليتني لم أزل كما كنت قلبا
|
ليس فيه إلا السّنا والنقاء
|
كلّ يوم أبني حياتي أحلا
|
ما وأنسى إذا أتاني المساء
|
أبدا أصرف النهار على التل
|
وأبني من الرمال قصورا
|
ليت شعري أين القصور الجميلا
|
ت وهل عدن ظلمة وقبورا؟
|
ايه تلّ الرمال ماذا ترى أب
|
قيت لي من مدينة الأحلام؟
|
أنظر الآن هل ترى في حياتي
|
لمحة غير نشوة الأوهام؟
|
ذهب الأمس لم أعد طفلة تر
|
قب عش العصفور كلّ صباح
|
لم أعد أبصر الحياة كما كن
|
ت رحيقا يذوب في اقداحي
|
لم أعد في الشتاء أرنو الى الأم
|
طار من مهدي الجميل الصغير
|
لم أعد أعشق الحمامة إن غّن
|
ت والهو على ضفاف الغدير
|
كم زهور جمعّتها لم تذر من
|
ها الليالي شيئا سوى الأشواك
|
كم تعاليل صغتها فنيت إلا
|
خيالا يؤود قلبي الباكي
|
آه يا تلّ ها أنا مثلما كن
|
ت فأرجع فردوسي المفقودا
|
أي كفّ أثيمة سلبت رم
|
لك هذا جماله المعبودا
|
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرم
|
ليّ والآن لم تعد غير تلّ
|
كان شدو الطيور رجع أناشي
|
دي وكان النعيم يتبع ظلّي
|
كان هذا الوجود مملكتي الكب
|
رى فيا ليتني أعود إليها
|
ليت هذي الرمال تسترجع السح
|
ر وليت الربيع يحنو عليها
|
لم أعد أستطيع أن أحكم الزه
|
ر وأرعى النجوم في كل ليل
|
هل أنا الآن غير شاعرة حي
|
رى وهل غير هيكلي المضمحلّ؟
|
ذهب الأمس والطفولة واعتض
|
ت بحسّي الرهيف عن لهو أمسي
|
كل ما في الوجود يؤلمني الآ
|
ن وهذي الحياة تجرح نفسي
|
أين لون الزهار لم أعد الآ
|
ن أرى في الزهار غير البوار
|
كلما شمت زهرة صوّر الوه
|
م لعينيّ قاطف الأزهار
|
أين شدو الطيور ما عدت ألقى
|
في صفاه من يأس قلبي خلاصا
|
كل لحن لصادح يتلاشى
|
في ادّكاري الصّياد والأقفاصا
|
أين همس النسيم لم تعد الأن
|
سام تغري قلبي بحب الجمال؟
|
فغدا يهمس النسيم بموتي
|
في عميق الهوى وفوق الجبال
|
أين مّني مفاتن القمر السا
|
حر والصيف والظلام المثير؟
|
لم أعد أعشق الظلام غدا أر
|
قد تحت الظلام بين القبور
|
ها أنا الآن تحت ظلّ من الصف
|
صاف والتين مستطاب ظليل
|
أقطف الزهر ان رغبت وأجني الث
|
مر الحلو في صباحي الجميل
|
وغدا ترسم الظلال على قب
|
ري خطوطا من الجمال الكئيب
|
وغدا من دمي غذاؤك يا صف
|
صاف يا تين أيّ ثأر رهيب
|
ذاك دأب الحياة تسلب ما تع
|
طيه بخلا لا كان ما تعطيه
|
تتقاضى الأحياء قيمة عيش
|
ضمهم من شقاه أعمق تيه
|
هي هذي الحياة ساقية السمّ
|
كؤوسا يطفو عليها الرحيق
|
أومأت للعطاش فاغترفوا من
|
ها ومن ذاقها فليس يفيق
|
هي هذي الحياة زارعة الأش
|
واك لا الزهر, والدجى لا الضياء
|
هي نبع الآثام تستلهم الشر
|
ّ وتحيا في الأرض لا السماء
|