ضَيَّعتُ في هِضَبِ الهَوى رُشدي
|
وَفَقَدتُ ما أَبقى الحجى عِندي
|
وَسَعَيتُ نَحوَ المَجدِ مُجتَهِداً
|
فَهَويتُ دون مدارِك المَجدِ
|
أَجدُ الشَبابَ يَلوحُ مُنتَعِشاً
|
وَأَنا نَحيلٌ أَصفَرُ الخَدِّ
|
في كُلِّ لَيلٍ جار أَسودهُ
|
يَبني الرَدى حَجَرَينِ من لحدي
|
بَعُدَ الكَرى عَن مُقلَتَيَّ كَما
|
بَعُدَ الفَتى الصادي عَن الوِردِ
|
فَكَأَنَّ أَهدابي ظَبيً بَرَزَت
|
لِتحولَ دونَ النَومِ بِالسَهدِ
|
لَو كنتَ تَعلَمُ يا أَبي وَأَنا
|
طِفلٌ مَصيري العادمَ السَعدِ
|
لَبَكيتَ عِندَ وِلادَتي نَدَماً
|
وَخنَقتَني وَأَنا عَلى مَهدي
|
يَتَهامَسونَ عَلَيَّ من أَسَفٍ
|
هو سَيف عَقلٍ مُرهَفُ الحَدِّ
|
إِن كنت سَيفاً لِلحجى فَأَنا
|
لَم يَمتَشِقني الدَهرُ من غَمدي
|
أَرَدتَنيَ الأَيّامُ طاعِنَةً
|
صَدري بِأَسيافٍ لَها تُردي
|
وَأَنا فَتىً ما زِلتُ أَجمَعُ من
|
رَوضِ الصَبابَةِ وَالهَوى عَقدي
|
عاثَت صُروف الدَهرِ في جَسَدي
|
بِمَخالِبٍ كَمَخالِبِ الأُسدِ
|
وَيلاهُ أَشباح الرَدى قَربت
|
ماذا سعاد تَصير من بَعدي
|
أُمّاهُ أَينَ أَبي فَإِنَّ لَهُ
|
عِندي شُؤوناً ضَيَّعَت رُشدي
|
أَأَبي رَعاك اللَهُ كيفَ تَرى
|
خَلَّفتَني وَتَرَكتَني وَحدي
|
هَل كُنتَ مِثلي يائِساً تَعِباً
|
فَعَثيتَ في الدُنيا عَلى جَدّي
|
لا بَأسَ نَم وَالروحُ طاهِرَةٌ
|
فاليكَ وَجدي لَم يَزَل وَجدي
|