أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في
|
كَطَيفِ حَبيبٍ مَرَّ في الحُلمِ وَاِنطَلَق
|
فَأَجرَت بِهِ نَهراً مِن الحُبِّ وَالجَوى
|
تَدَفَّق ناراً في عُروقي إِلى الرَمَق
|
مَلكتِ شُعوري إِذ مَلَأتِ جَوارِحي
|
لَكِ اللَهَ إِنّي في ذُهولٍ وَفي غَرَق
|
أُقَضّي نَهاري في اِنقِباضٍ وَريبَةٍ
|
وَيُشتَدُّ بي وَجدي إِذا أَقبَلَ الغَسَق
|
إِذا قَدمت خَفَّ اللَهيبُ بِمُهجَتي
|
وَإِن غادَرَتني عاوَدَت مُهجَتي الحُرَق
|
أَقولُ لِقَلبي إِنَّها الصدقُ في الهَوى
|
وَفي قَلبِها حُبٌّ لِغَيرِكَ ما خَفَق
|
فَآمِن بِها آمن بِما في عُيونِها
|
أَلَم تَرَها أَرغى بِها الماءُ وَاِحتَرَق
|
وَيا بَصري حِد مَرَّةً عَن طَريقِها
|
كَأَنَّكَ مَمدودٌ بِخيطٍ مِن القَلَق
|
وَيا شُعراءِ الأَرضِ ما أَصدَقَ النَدى
|
إِذا اِبتَسَمَت لَيلى وَما أَكذبَ الوَرَق
|
وَإِن نَظَرت ما أَبلَغَ الشِعرَ صامِتاً
|
وَإِن نَطَقَت ما أَعذَبَ الشِعرَ إِن نَطَق
|
مَرَرتُ بِأَلوانِ الكَلامِ وَوَهجِهِ
|
فَما جازَ عَيني ثُمَّ ماتَ عَلى الحَدَق
|
كَغيمٍ خَفيفٍ يَمسح النورُ وَجهَهُ
|
لِأُولى رِياح اللَيلِ يَنحلُّ في الشَفَق
|
فَيا أذنُ لا تَخدَعكِ في القَولِ بَهجَةٌ
|
وَيا قَلبُ عَلِّم أَعذَبُ الشِعرِ ما صَدَق
|