أَودُّكِ جاحِظَةَ المُقلَتَينِ
|
وَطيفُ الحمامِ عَلى كُلِّ خَد
|
أَودُّكِ غائِبَةً في ضَريحٍ
|
تَنامينَ في تُربِهِ لِلأَبَد
|
وَلا تَعذليني عَلى ما وَددتُ
|
فَفي ذِمَّةِ الحُبِّ ما قَد أَود
|
أَودُّكِ في خاطِر القَبرِ سِرّاً
|
يردّدُ ذِكراكِ في مَسمَعي
|
فَيَهرُبُ مِنكِ العذولُ وَآتي
|
أُبَلِّلُ خَدَّيكِ من أَدمُعي
|
وَأُنزِع من جانِبَيكِ الفُؤادَ
|
وَأُخبئُهُ في دُجى أَضلُعي
|
فَأَبلغُ إِذ ذاكَ قَلبَ الحَبيبِ
|
وَأُنعِشُهُ بِلَظى زَفرَتي
|
وَأَحمِلُ قيثارَتي لِلنَّشيدِ
|
وَأُلقي عَلى الحُبِّ أُغنِيَّتي
|
وَما من سَمير يُصيخُ لِلحني
|
سِوى البَدرِ في اللَيلِ وَالنِجمَةِ
|
أَودُّكِ مَدفونَةً في جِنانٍ
|
تُضمِّخُها نَفحاتُ الزُهور
|
فَيَلعَبُ بِالقُربِ مِنكِ النَسيمُ
|
وَتنشدُ بِالقُربِ مِنكِ الطُيور
|
وَيُلوي التُرابُ يقبِّل فاك
|
فَكَم في التُرابِ ثَوى مِن ثغور
|
وَلكِن وَلكِن أَغارُ عَلَيكِ
|
مِن التُربِ إِن ودَّ أَن يَلثِما
|
فَلا أَرتَضي غَير لثمِك وَحدي
|
حرامٌ لِغَيريَ ذاكَ اللمى
|
فَمن أَجلِهِ قَد ذَرَفتُ الدُموعَ
|
وَمن أَجلِهِ قَد هَرقتُ الدِما
|
لماكِ لماكِ من الجلنّار
|
وَفيهِ الهَوى قامَ بِالبَيِّنات
|
لعلَّ التُرابَ يَضمُّ شَفاهاً
|
تمنَّت تقبّلُهُ في الحَياة
|
فَما بَلَغت حينَذاكَ مراماً
|
فَتَبلغ ما تَشتَهي في الممات
|
لِهذا أَودُّكِ فَوق الوُجود
|
وَفَوقَ عَناصِرِ هذا الفَلك
|
وَروحُكِ هائِمَةٌ كَالسَرابِ
|
تضمُّ ملاكاً أَتى في الحَلك
|
فَأَغتنم اللثمَ مِنها لِأَنّي
|
أَكونُ وَلا ريبَ ذاكَ الملك
|
أَودُّكِ في قَبضَةِ المَوتِ صَرعى
|
لِأَنَّ حياتَكِ تَقضي عليّ
|
وَإِذا ذاكَ أَقضي سَعيداً لِأَنّي
|
أَكونُ وَصَلتُ إِلى قَلبِ ميّ
|