الناسُ في المَعتَكَفِ المُقَدَّسِ
|
يُعلونَ لِلَّهِ بَخورَ الأَنفُسِ
|
وَلِلنُفوسِ صَوتُها المَسموعُ
|
وَأَذرُعُ العَجائِزِ المُرتَجِفَه
|
كَأَنَّها مَسارِجٌ مُنعَكِفَه
|
جَفَّت عَلى قِمَّتها الشُموعُ
|
وَصَلواتُ الكاهِنِ القِدّيسِ
|
تُذيبُ روحَ اللَهِ في النُفوسِ
|
قالَ بِصَوتٍ خافِتٍ أَبانا
|
أَنزِل عَلى شعوبِكَ الغُفرانا
|
إِذا بِغَلوا كَضَميرِ الجاني
|
تجمُدُ عِند لَفظةِ الغُفرانِ
|
وَتخفضُ الرأسَ إِلى الحَضيضِ
|
ذارِفَةً مِن جَفنِها المَريضِ
|
بَعضَ دُموعٍ كَالعَفافِ بيضِ
|
وَالعَرَقُ البارِدُ من جَبهَتِها
|
يَرشَحُ كَاللَهيبِ من مُهجَتِها
|
أَو كَمُذاب القَلبِ من تَوبَتِها
|
وَكانَ في إِحدى زَوايا الهَيكلِ
|
مختَطَفَ الروح شَريدَ المُقَلِ
|
ذو النَظَرِ المخدَّرِ المُشتَعِلِ
|
فَبَدَرت من عَينِهِ التِفاتَه
|
إِلى المُصَلّى فَرَأى فَتاتَه
|
غَلواءَ ذاتَ الأَلَمِ السِرِّيِّ
|
ذاتَ الضَميرِ التَعِبِ الشَقِيّ
|
ذاتَ الهَوى المُدَنَّسِ النَقِيِّ
|
تَقرَأ في كِتابَها الصَغيرِ
|
كَأَنَّها تَقرَأ في ضَميرِ
|
مُعَذَّبٍ مُلتَهب السُطورِ
|
وَتارَةً تَرفَعُ عَيناً ساهِيَه
|
اِلى البَخور المُتَلاشي
|
في سَماءِ الزاوِيَه
|
فَتَتَلاشى مِثلَهُ أَنفاسُها
|
في خَلَجاتٍ وَاِرتِعاش
|
مِثلَ اِرتِعاشاتِ الفَراشِ
|
في الجَوِّ حينَ تَنتَهي أَعراسُها
|
أَو كَالضَبابِ في مَسا الخَريفِ
|
يَنحَلُّ في اِرتِعاشِهِ الخَفيفِ
|
فَقالَ ما تَخشى تُراها ما بِها
|
يَغمُرها طوراً دُجى اِضطِرابها
|
وَتارَةً تُعرِضُ عَن كِتابها
|
وَاِنتَهَت الصَلاه
|
في هَيكَل الإِله
|
فَاِنصَرَف الجمهور
|
وَبَقِيَت غَلواءُ
|
وَالهَمُّ وَالشَقاءُ
|
في المَعبَد المَهجور
|
كَشَمعَةٍ لَمّا تَزل مُضَوَّأَه
|
بَينَ شموعِ الهَيكل المُنطَفِئَه
|