أُرقِدي أُرقِدي فَغَيرُ الرِقادِ
|
لَيسَ يَحلو لِأَعيُنِ الأَولادِ
|
أَنتِ في المَهدِ مِثلُ زَهرَةِ فَجرٍ
|
أَنعَشَتها يَدُ النَدى في الوادي
|
يا سعاداً هذي عُيونُ العَذارى
|
باسِماتٌ جَميعُها لسعادِ
|
ساكِباتٌ في طُهرِ قَلبكِ نوراً
|
من سَراجِ النُفوسِ وَالأَكبادِ
|
أُرقِدي وَاِحلَمي فحلمُك عَذبٌ
|
يا سعاداً كَالسَلسَبيل البُرادِ
|
وَدَعي أُمَّكِ الحَنونَ تُناغي
|
كِ بِصَفوِ الحَنينِ وَالإِنشادِ
|
يا مَلاكاً ما أَنتَ في المَهدِ إِنسا
|
ناً كَذاكَ الإِنسانِ عِندَ الرشادِ
|
أَنتَ ما زِلتَ في سَريرك روحاً
|
كَبَّلَتها يَدُ بِقَيدِ الجمادِ
|
أَنتَ لا تَعرِفُ العبادَ وَلكِن
|
قَذفتُك السَماءُ بَينَ العِبادِ
|
أَهُناكَ اِقتَرَفتَ ذَنباً فجوزي
|
تَ بِنَفيٍ في عالَمِ الإَضطهادِ
|
يا سعاداً غَداً نَراك فَتاةً
|
تَسكُبين الهَوى بِكُلِّ فُؤادِ
|
وَصبّ الشَبابُ في كَأس جِفنَي
|
كِ رَحيقَ الجَمالِ لِلوَرّادِ
|
فَاِحذَري حينَذاكَ راصِدة الكَأ
|
سِ فَعين الحَياةِ بِالمِرصادِ
|
لا تَخوضي الهَوى فَما هُوَ إِلّا
|
نَزواتُ الأَرواحِ في الأَجسادِ
|
يا سعاداً غَداً تَرينَ قُدوداً
|
مُسكِراتٍ تُباعُ بَيعَ المَزادِ
|
وَعُيوناً لِلحُسنِ تَنفِثُ فيها
|
حَشَراتُ الأَقذارِ كحلَ الفَسادِ
|
حافِظي حافِظي عَلى طهرِ هذا ال
|
غُصنِ غُصنِ الطُفولَةِ المَيّادِ
|
وَدَعيهِ يَنمو فَفيهِ ثِمارٌ
|
طَيِّباتٌ لكلِّ غرشةِ صادِ
|
إِنَّما أَثمارُ الطَهارَةِ تَحيا
|
من مهودِ الصبا لِيَومِ التنادي
|
وَإِذا مَرَّت العشيُّ عَلَيها
|
فَهيَ مَنثورَةٌ عَلى الأَلحادِ
|
أُرقِدي يا سعادُ فَالنَومُ عَذبٌ
|
لِفُؤادٍ ما ذاقَ طُعمَ السهادِ
|
وَاِبسَمي فَالحَياةُ تبسمُ في المَهدِ
|
وَيَغفو السَلامُ تَحتَ الوِسادِ
|