لَقَد بَلَغَت بِهِم الحِدَّه
|
فَمن أَيِّنا نَطلُب النَجدَه
|
أَلَستَ تَراهُم أُولي غَضبَةٍ
|
يَعيثونَ بِالوَيلِ في البَلدَه
|
فَكُلٌّ يَرى نَفسَهُ سَيِّداً
|
وَكلٌّ يَرى نَفسَهُ عُمدَه
|
إِذا ما تَرَبَّعَ في جَهلِهِ
|
عَلى مَقعَدٍ خالَهُ سُدَّه
|
كَريمُهُم كَاللَئيمِ بِهِم
|
فَما فاضِلٌ سَيِّدٌ عبدَه
|
أَضاعوا الرشادَ وَما نَفعُ مَن
|
أَضاعَ بِثَورَتِهِ رُشدَه
|
يَقولونَ نَحنَ عمادُ البِلادِ
|
وَما هيأوا لِلوَفا عُدَّه
|
كَأَنَّ البِلادَ لَدى حاجَةٍ
|
إِلى كذبٍ وَإِلى إِدَّه
|
وَرُبَّ كَبيرٍ بِلبنانِهِ
|
يَعفِّرُ في حَمأةٍ خَدّه
|
تُرى عِندَهُ خَدماً وَقصوراً
|
وَلَستَ تَرى شَرفاً عِندَه
|
يَتيهِ اِفتِخاراً بِأَجدادِهِ
|
كَأَنَّ الوَرى جَهِلوا جَدَّه
|
يُحاوِلُ إِخفاءَ ما يَنطَوي
|
عَلَيهِ فَتَفضَحُهُ السَجدَه
|
ذَليلٌ وَفي بُردِهِ الكِبرِياءُ
|
فَيا لَيتَ ما لَبِسَ البُردَه
|
وَيا لَيتَ مَن وَلدت طَرحَتهُ
|
وَلمّا تُدنِّس بِهِ مَهدَه
|
وَلكِنَّها قِردَةٌ وَلَدَتهُ
|
أَلا تَلِدُ القِردَ القِردَه
|
بَني وَطَني نَحنُ في حاجَةٍ
|
إِلى نُصَراءَ أَولي شِدَّه
|
يضحّونَ بِالأَنفُسِ الغالِياتِ
|
لِأَجلِ التَضامُن وَالوُحدَه
|
وَفي سُبُلِ الحَقِّ يَأتَلِفون
|
وَيَعتَنِقون الحِجى وَحدَه
|
إِذا أُشكِلَت عقدةٌ في البِلادِ
|
خفّوا لحلِّ ذهِ العِقدَه
|
إِلى مَ تَظلون في رَقدَةٍ
|
وَلا تُبعَثونَ من الرَقدَه
|
إِذا قامَ بَينَكُم مُصلِحٌ
|
يَقومُ جَميعُكُم ضِدَّه
|
فَلا تَدعوا ظُفُرَ المستَبِدِّ
|
يحكُّ لِلبنانِكُم جِلدَه
|
وَصيحوا بِهِ رُدَّ ما قَد
|
سَرَقتَ لنا خُلُقاً رُدَّه
|
هدَمتَ لَنا صَرحَ أَخلاقِنا
|
فَأَينَ تَبيتُ تُرى بَعدَه
|
وَشَيَّدتَ مَعبِدَ إِفكٍ فَهُدَّ
|
أَساسَ مشيِّدِهِ هُدَّه
|
لَقَد رثَّ ثَوبٌ خَلَعتَ عَلَينا
|
وَنَحن نَميلُ إِلى الجِدَّه
|
فَعَهدُ الغُموضِ مَضى وَتَصَدّى
|
لَهُ عَهدُنا ناقِضاً عَهدَه
|
لَقَد حانَ أَن يُصلِتَ النورُ حداً
|
كَما اِستَلَّ سَيفُ الدُجى حَدَّه
|
لَقَد كادَ يصدَأُ في غِمدِهِ
|
حُسامٌ يَرى قَبرَهُ غَمدَه
|
هَديتُ رِفاقي إِلى موردي
|
فَضلَّوا وَما طَلَبوا وِردَه
|
وَما موردي العذبُ إِلا السَلامُ
|
يُذيبُ لِشارِبهِ كِيدَه
|
رِفاقي وَإِن فَرَّقَتنا الخطوبُ
|
سَيَحفَظُ قَلبي لَكم حَمدَه
|
سيرشُقُكُم بِالأَزاهِرِ مَهما
|
نكَرتُم عَلى وَدّه وَدَّه
|
سَيَذكُرُكُم بِالجَميلِ إِذا ما
|
نَأى وَأَرادَ القَضا بُعدَه
|
سَيَصفَحُ عَن كُلِّ أَشواكِكُم
|
فَشوكَتُكُم عِندَهُ وَردَه
|