حمدة بنت المؤدب

 تو. 439 هـ
 
 
هي حمدة ويقال حمدونة بنت زياد بن تقي، من قرية بادي من أعمال وادي آش في
المغرب. كان أبوها زياد مؤدِّباً، فاشتهرت بهذا النسب فقالوا: حمدة بنت المؤدب.
 
 كانت أديبة نبيلة شاعرة ذات جمال ومال. حملها حب الأدب على مخالطة أهله مع نزاهة موثوق بها. لقبت بخنساء المغرب وشاعرة الأندلس، وما ذلك إلا لأنها شاعرة مجيدة بلغت شهرتها في زمانها الآفاق.
 
 اشتهرت بلقب خنساء المغرب، وذلك لكونها شاعرة مُجيدة لفن الرثاء الذي عُدت فيه الخنساء علماً لا يضاهى. وكان اقتداؤها بالخنساء وطريقتها قد ساعد على اتساع شهرتها في المغرب والأندلس، رغم وجود بعض الفروق في كتابات الشاعرتين حيث إن الخنساء كانت ترثي أخاها في قصائدها، بينما حمدة كانت لا تخصص أحداً معينا.
 
 روى عنها القاسم بن البراق والقاضي أبو يحيى عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي بعض شعرها. ومنه قولها :
 
 ولما أبى الواشون إلا فراقنا وما لهمُ عندي وعندك من ثار
 
 نسب إليها أهل المغرب الأبيات الشهيرة المنسوبة للمنازي الشاعر المشهور وهو أحمد بن يوسف المنازي:
 
 وقانا لفحة الرمضاء وادٍ سقاه مضاعفُ الغيثِ العميمِ
 حللنا دوحه فحنا علينا حُنو المرضعاتِ على الفطيمِ
 وأرشفنا ظمــإِ زلا لاً ألــذ من المدامة للنديمِ
 
 يصدُّ الشمس أنىِ واجمتنا فيحجبها ويأذن للنسيمِ
 
 يروعُ حصاهُ حاليةَ العذارى فتلمسُ جانب العقدِ النظيمِ
 
 
 وقد أجمع أدباء المشرق في
بغداد ودمشق والقاهرة على نسبة هذه الأبيات للمنازي، ولكن أدباء الأندلس ومؤرخوها في المغرب والأندلس نسبوها إلى حمدة بنت المؤدب وجزم بذلك طائفة منهم.