ذاتَ لَيلٍ كَتُربَة القَبرِ بارِد
|
أَو كَصَدرٍ خَلا مِن العَطفِ حاقِد
|
عَرَّجَت غادَةٌ مُلَثَّمَةُ الوَج
|
هِ عَلى فُندقٍ بِزَحلَة حائِد
|
وَأَطَلَّت تَرى المَدينَةِ في اللَي
|
لِ بِجِفنٍ ساهٍ وَقَلبٍ واجِد
|
فَإِذا زحلَةٌ كَمقلَةِ ثَكلى
|
وَإِذا النَهر ساكِن الماءِ جامِد
|
فَأَحسَّت بِرَعشَةٍ عَقبتها
|
خلجَةٌ في صَميم فِكرٍ شارِد
|
وَأَمالَت عَن المَدينَةِ وَجهاً
|
جَهَّمَته أَشباحُ تِلكَ المَشاهِد
|
وَأَتاها الغُلامُ يَحمِلُ فِنجا
|
ناً من الشايِ في السُكونِ
|
نَظرَت نَظرَةً إِلَيهِ بِجِفنٍ
|
هوَ لِلسَهدِ وَالشُجون مَوارِد
|
ثُمَّ قالَت كَيفَ المَريض وَأَدنَت
|
مِن جِفافِ الفِنجانِ فاها الخامِد
|
فَأَجابَ الفَتى بِبَعضِ اِرتِيابٍ
|
وَحَفيفُ الصَفصافِ في النَهرِ هاجِد
|
رحمَ اللَهُ من تُسَمّينَ أَمسى
|
القَبرُ مَأواهُ مِنذُ يَومٍ واحِد
|
لَم يَكد يَلفِظُ العِبارَة حَتّى
|
جَمدت جمدَة الدُمى في المَساجِد
|
وَاِرتَمَت لا تَفيقُ من شِدَّةِ اليَأسِ
|
فَخافَ الغُلامُ وَاليَأسُ جاحِد
|
أَيُّها اللَيلُ ما ظَلَمتَ قُلوباً
|
لَو عَرَفت القُلوبَ ماذا تُكابِد
|