بَينَما كانَ فَتى المُستَقبَل
|
سائِراً بَينَ غياضِ الجَبلِ
|
بَدَرَت من مُقلَتَيهِ لَفتَةٌ
|
فَرَأى وَجهَ غَزالٍ مُقبِل
|
هُو ظَبيٌ يَتَثَنّى باسِماً
|
بَينَ زَهرٍ باسِمٍ لِلطَلَلِ
|
ذاكَ ظَبيُ العزِّ في المُستَقبَلِ
|
يَتَراءى قادِماً في عَجَلِ
|
سَكب الفَجرُ عَلَيهِ كَأسَه
|
وَسَقاهُ من رَحيقٍ سَلسَلِ
|
بَينَ عَينَيهِ تَراءى هَيكَلٌ
|
سَجد الحسنُ بِذاكَ الهَيكَلِ
|
أَرسلَ الشِعرُ إِلَيهِ راهِباً
|
فَغَدا مُحتَفِلاً بِالمرسَلِ
|
ثغرُهُ قارورَةٌ من عَسَلٍ
|
مَزجت مرشفَه بِالعَسَلِ
|
وَلهُ في وُجنَتَيهِ آيَةٌ
|
هَبط السِحرُ عَلَيها من عَلِ
|
عِندَها هاروتُ أَلقى طرفَه
|
صاح من وَهلَتِهِ وَآخجلي
|
وَاِنثَنى من وجهِه مُستَعجِلاً
|
راغِباً في مَشيةِ المُستَعجل
|
أَقبلَ الظبيُ عَلى ذاكَ الفَتى
|
مُستَرِقّاً فيهِ قَلبَ الرجلِ
|
وَأراهُ مُنجلاً في يَدِهِ
|
قائِلاً سرُّ الهَوى في المنجلِ
|
إِن تَرُم تَقرن بِالمَجدِ الهوى
|
فَتجنَّب عادِياتِ الكَسلِ
|
هوذا المُنجلُ فَاِطلُب عَملاً
|
إِنَّما المنجلُ رَمزُ العَمَلِ
|
شارِكِ العُمّالَ في مِهنَتِهِم
|
وَاِجتَهِد في كُلِّ أَمرٍ تَصِلِ
|
إِنَّما العُمّالُ أَركانٌ إِذا
|
هَبَطَت يهبِطُ مجدُ الدوَلِ
|
حينذا هبَّت نسماتُ الصَبا
|
مُنشداتٍ معَ لَحنِ البُلبُلِ
|
وَتَوارى الظَبيُ عَنهُ عِندَما
|
حَرَّكَت لُطفاً مياه الجدولِ
|
شعر الصبُّ بِحُبٍّ لم يَكُن
|
غير سَهمٍ من فُؤاد المُبتَلي
|
غَلبَ الحُزنُ عَلَيهِ إِنَّما
|
لَم يَكُن يَقطَع حَبلَ الأَمَلِ
|
قالَ لا بُدَّ لِجَفني مرَّةً
|
أَن يَراهُ راتِعاً في مَنزِلي
|
سَأُضَحّي كلَّ ما عِندي فَلا
|
بُدَّ لي من قَلبِهِ لا بُدَّ لي
|
حينذا أَصغى لِصَوتٍ قائِلٍ
|
لَن تَنالَ الغايَ فَوقَ المخمَلِ
|
إِن تَرُم تَهوى غَزالاً فَاِقتَرِن
|
قَبلَ هذا بِعَروسِ العَمَل
|