عَينُ مَن هذِهِ الَّتي لا تَنامُ
|
هيَ عَينٌ ضِياؤُها الآثامُ
|
آلَمَته ذِكرى فَتاةَ وَفي عَينَيهِ
|
من أَمسِهِ الأَثيمِ حِطامُ
|
وَعلى الشاطىءِ الكَئيبِ قَتامٌ
|
وَعَلى صُورَ وَحشةٌ وَقَتامُ
|
حاوَل النَومَ غير أَن طُيوفاً
|
جاوَرَت عَينَه وَفيها اِنتِقامُ
|
فَنَبا عَن فِراشِهِ كَأَثيمِ
|
أَيقَظَته من نَومِهِ الأَحلامُ
|
إِنَّ عَينَ الأَثيمِ جُرحٌ عَميقٌ
|
قَذِرُ الجانِبَينِ لا يَلتامُ
|
وَتَراءَت لَهُ مَجاري الوادي
|
كَسَرير يَغيمُ في الأَبعادِ
|
فَبَكى ذاكِراً عُذوبَةَ ماضيهِ
|
وَحبّا مَضى مَعَ الاِورادِ
|
قالَ ما حَلَّ بِاللَيالي الخَوالي
|
كَيفَ عائَت بِها يَدُ الجَلّادِ
|
وَتَلَوّى يَصيحُ وَيحَ ضَميري
|
لَيسَ هذا الجَلّاد إِلّا فُؤادي
|
طَرَحتكَ السَماءُ عن قَلبِ غَلواءَ
|
كَفَرعٍ رِجسٍ من الأَجسادِ
|
خائِنَ الحُبِّ ان حُبَّكَ دونٌ
|
فَاِحتَجَب فيهِ عن عُيون العِبادِ
|
ثُمَّ سادَت سَكينَةٌ وَتَوارَت
|
جُزُرُ النورِ في الفَضاء الرَمادي
|
لَم بَرَ الفَجرَ غاسِلاً بضياهُ
|
هَضابِ المَدينَةِ المَردومَه
|
وَقِبابَ الأَبراجِ يوقِظُها النورُ
|
كَجِنِّ عَلى قُبورٍ قَديمَه
|
فَرَّ لَم يَلتَفِت كَشَعبِ سَدومٍ
|
حينَما أَحرَقَ الإِلهُ سَدومَة
|
مُزجَ النورُ بِالدُجى حينَ خَطَّ الفَجرُ
|
في صَفحَةِ السَماءِ رُسومَه
|
كَضَميرِ الأَثيمِ يَشمِلُهُ الصَفحُ
|
وَتَبقى من وَخزِهِ جُرثومه
|
فَأَطَلَّت غَلواءُ من كُوَّةِ الخِدرِ
|
وَفي نَفسِها شُجونٌ عَظيمَه
|
قالَت الفَجرُ شاحِبٌ مِثلُ وَجهي
|
وَأَليمٌ ساهٍ كَنَفسي الأَليمَه
|
أَيُّها العُمرُ كم تَعُدُّ صَباحاً
|
بَعدُ لي في أَيّامِكَ المَحطومَه
|