شاد على الأيك غنّانا فأشجانا |
تبارك الشعر أطيابا و ألحانا |
ترنّح البان و اخضّلت شمائله |
فهل سقى الشعر من صهبائه البانا |
هل كنت أملك لولا عطر نعمته |
قلبا على الوهج القدسيّ نديانا |
أيطمع الشعر بالإحسان يغمره |
و الشعر يغمر الدّنيا الله إحسانا |
لو شاء عطّر هذا اللّيل غالية |
و نضّر الرمل أشواقا و ريحانا |
لو شاء نمنم هذا النجم قافية |
و نغّم الفجر أحلاما و أوزانا |
لو شاء أنزل بدر التمّ فاحتقلت |
به الندامى سرجا في زوايانا |
و لو سقى الشمس من أحزانه نديت |
على هجير الضّحى حبّا و تحنانا |
تضيع في نفسي الجلّى و قد نزلت |
من كبريائي آفاقا و أكوانا |
و ما رضيت بغير الله معتصما |
و لا رأيت لغير الله سلطانا |
و لا عكفت بقرباني على صنم |
أكرمت شعري لنور الله قربانا |
تبرّجت للشذى الأعلى مجامرنا |
و زيّنت للهوى الأغلى خفايانا |
نبع من النّور عرّانا لموجته |
فكحّل النّور أجفانا و وجدانا |
تفجّر الحسن في دنيا سرائرنا |
هل عند ربّك من دنيا كدنيانا |
حضارة الدّهر طيب من خلاعتنا |
و جنّة الله عطر من خطايانا |
من الغواية سلسنا هدايتنا |
فكان أرشدنا للنور أغوانا |
*** |
|
يا وحشة الكون لولا لحن سامرنا |
على النديّ المصفّى من حميّانا |
نشارك الله _ جلّ الله _ قدرته |
و لا نضيق بها خلقا و اتقانا |
و أين إنسانه المصنوع من حمأ |
ممّن خلقناه أطيابا و ألحانا |
و لولا جلا حسنه إنسان قدرتنا |
لودّ جبريل لو صغناه إنسانا |
و لو غمرنا نجوم الليل مغفية |
أفاق أترفها حسنا و غنّانا |
ناجى على الطّور موسى ة الندام لنا |
فكيف أغفل موسى حين ناجانا |
إن آنس النّار بالوادي فقد شهدت |
عيني من اللّهب القدسيّ نيرانا |
نطلّ من أفق الدّنيا على غدرها |
فنتجلى الرّاسيات الشمّ كثبانا |
و ما دهتنا من الجبّار عادية |
إلاّ جزينا على الطّغيان طغيانا |
أديم حصبائنا درّ و غالية |
ما أفقر النّاس للنعمى و أغنانا |
و أيّ نعمى نرجّيها لدى البشر |
و الله قرّبنا منه و أدنانا |
تبكي السّماء و تبكي حورها جزعا |
للحسن و الشعر في الدّنيا إذا هانا |
يا خالق القلب : أبدعنا صبابته |
يا خالق الحسن : أبدعناه ألوانا |
ألقلب قصرك زيّنا عواريه |
بالحسن حينا و بالإحسان أحيانا |
ألعاطلات من الأبهاء قد كسيت |
شتّى اللّبانات أصناما و أوثانا |
قلب شكا للخيال السمح و حشته |
فراح يغمره نعمى و أشجانا |
يا سيّد القصر لولانا لما عرفت |
أفياؤه الخضر سمّارا و ندمانا |
يمنى السراب على الصحراء حانية |
تضاحك الرّكب واحات و غدرانا |
قاع البحار أضاءته عرائسنا |
و ندّت العدم القاسي عذارانا |
ننضّر البؤس عند البائسين منى |
و العقل عاطفة و الثكل إيمانا |
و كلّ ذنب سوى الطغيان ننزله |
على جوانحنا حبّا و غفرانا |
و همّ كلّ عفاة الأرض نحمله |
كأنّنا أهله همّا و حرمانا |
نشارك النّاس بلواهم و إن بعدوا |
و لا نشارك أدناهم ببلوانا |
ضمّت محبّتنا الأشتات و اتّسعت |
تحنو على الكون أجناسا و أديانا |
سبحان من أبدع الدّنيا فكان لنا |
أشهى القوارير من أطياب سبحانا |
ستنطوي الجنّة النشوى فلا ملكا |
و لا نعيما و لا حورا و ولدانا |
يفنى الجميع و يبقى الله منفردا |
فلا أنيس لنور الله لولانا |
لنا كلينا بقاء لا انتهاء له |
و سوف يشكو الخلود المرّ أبقانا |
*** |
|
تأنّق الشعر للأعياد حالية |
و قطّف الورد من عدن و حيّانا |
سمح فبالريقة العذراء نادمنا |
نهلا و بالشفة اللمياء عاطانا |
صاغ الهلال لتاج الملك لؤلؤة |
و أنجم اللّيل ياقوتا و مرجانا |
يا صاحب التّاج لا تاج العراق على |
كريم أمجاده بل تاج عدنانا |
جبريل حوّطه بالله فانسكبت |
عطور جبريل أورادا و قرآنا |
لك الكنوز فتوحات منضّرة |
فاغمر من الفتح يمنانا و يسرانا |
سدّت الغطاريف فتيانا وسادهم |
أبوك في جنّة الفردوس فتيانا |
تبارك الله ما أسمى شمائلكم |
لكم زعامة دنيانا و أخرانا |
فتحت عيني على حبّ صفا و زكا |
فصنته لضياء العين إنسانا |
و في ظلال أبي غازي منضّرة |
مرّ الشّباب مرور الطيف عجلانا |
نعمى لصقر قريش طوّقت عنقي |
فكيف أوسع نعمى الله نكرانا |
و حين شرّدنا الطاغي و أرخصنا |
حنا العراق فآوانا و أغلانا |
و من تقيّأ نعماء العراق رأى |
بالأهل أهلا و بالجيران جيرانا |
إذا العواصف جنّت فيه هدهدها |
عبد الإله و أرسى الملك أركانا |
نعمى الوصيّ كنعمى جدّه حليت |
على ضحى النّور أفياء و أفنانا |
*** |
|
يا صاحب التّاج دنيا الله ما عرفت |
إلاّ عمائمكم في الشرق تيجانا |
لم يقبل الله إلاّ في محبّتكم |
يا آل فاطم إسلاما و أيمانا |
غنّيت جدّك أشعاري و نحت بها |
في مصرع الشمس إعوالا و إرنانا |
أصفيت آل رسول الله عاطفتي |
و كنت شاعركم نعمى و أحزانا |
و ما رضيت جزاء مودّتكم |
لا يعدم الحرّ أقواتا و أكفانا |
*** |
|
أيكرم العيد شكوانا نزلت |
عليك يا ابن رسول الله شكوانا |
ندّى شمائلنا بالذكريات كما |
ندّى الخيال بنعمى الماء ظمآنا |
يروعني العيد ديّانا لأمّته |
من أغضب العيد حتّى صار ديّانا |
تغرّب العيد في قومي و أنكرهم |
على الميادين أحرارا و عبدانا |
مالي أرى الشمّ في لبنان مغضية |
تطامنت للرزايا شمّ لبنانا |
لا صيد غسّان و الهيجاء ضارية |
على السروج و لا أقيال مروانا |
و أكرم العيد عن عتب هممت به |
لو شئت أوسعته جهرا و تبيانا |
قد استردّ السبايا كلّ منهزم |
لم تبق في رقّها إلاّ سبايانا |
دم بتونس لم يثأر له و دم |
بالقدس _ هان على الأيّام _ لا هانا |
و ما لمحت سياط الظلم دامية |
إلاّ عرفت عليها لحم أسرانا |
و لا نموت على حدّ الظبى أنفا |
حتّى لقد خجلت منّا منايانا |
لو يعلم البدر في شعبان محنتنا |
لما أطلّ حياء بدر شعبانا |
لو كان يعلم قتلانا ، بكت مزق |
على الصحاصح من أشلاء قتلانا |
تهلهلت أمتّي حتّى غدت أمما |
وزوّر الزطن المسلوب أوطانا |
و قد عرفت الرزايا و هي منجبة |
فكيف لم تلد الجلّى رزايانا |
كفرت بالحسب السّامي إلى مضر |
استغفر المجد إنكارا و كفرانا |
تطوى القبور على الموتى فتسترهم |
و في القصور و في السلطان موتانا |
دعوا الجراح لوهج النّار سافرة |
فالجرح يقتل إنكارا و كتمانا |
ذلّ الدّهاء أكاذيبا مزوّقة |
فكان أكذبنا بالقول أدهانا |
ثارات يعرب ظمأى في مصارعها |
تجاوزتها سقاة الحيّ نسيانا |
يا وحشة الثأر لم ينهد له أحد |
فاستنجد الثأر أجداثا و أكفانا |
أفدي شمائل قومي ثورة و لظى |
و عاصفا زحم الدّنيا و بركانا |
من أطفأ الجذوة الكبرى بأنفسنا |
أدهرنا حال أم حالت سجايانا |
هي الكؤوس و لكن أين نشوتنا |
و هي الحروف و لكن أين معنانا |
*** |
|
ما للرمال الصوادي لا نبات بها |
و تنبت المجد هنديّا و مرّانا |
عبدت فيها إله الشمس منتقما |
معذبا و إله اللّيل رحمانا |
اللّيل يخلق فيها الحور مترفة |
و تخلق الشمس جنّانا و غيلانا |
على الرّمال طيوف من كتائبنا |
نشوى الفتوح و نفح من سرايانا |
لابن الوليد على كثبانها عبق |
سقى الهجير من الذكرى فندّانا |
و في النسيم على الصحراء نرشفه |
طيب المثنّى على رايات شيبانا |
*** |
|
يا فيصلا في يمين الله تحسده |
بيض الظبى هاشميّ الفتح ريّانا |
يا فيصلا في يمين الله منسكبا |
كجدّه المرتضى يمنا و إيمانا |
يا فيصلا و حنت في الخلد فاطمة |
تودّ لو قبّلت خدّا و أجفانا |
يا فيصلا و انتخت كبرا صوارمنا |
و زغردت باسمك الحالي صبايانا |
يا فيصلا و رنا نجم لصاحبه |
يقول : فيصل أحلانا و أسمانا |
كتائب الله من فهر و إخوته |
فعطّر المجد ميدانا فميدانا |
لواء عدنان أنت اليوم صاحبه |
فاقحم به الشرق : هذا الشرق دنيانا |
ما في االعراق و لا في الشام موعدنا |
على الثنيّة من حطّين لقيانا |