عهد عليه من الضحايا رونق |
ألحق من لبناته و المنطق |
بنت الدموع به فمكّن صرحه |
جرح ينزّ و عبرة تترقرق |
و دم سقى ظمأ الصباح ففجره |
ثمل و مشرقه نديّ مشرق |
و زكا فعند الغوطتين تحيّة |
منه تمرّ على الصخور فتورق |
من خالد أو من عهود أميّة |
ما انفكّ يزكو بالشام و يعبق |
و حلفت قد كتب البقاء لها دم |
قان و عهد للحليف و موثق |
*** |
|
رافقتها من أربعين تصونها |
و تردّ عنها النازلات و تشفق |
تفني شبابك في الشام و حبّها |
و شبابها في جدّة لا تخلق |
غسّان جنّ بها و هام أميّة |
و هفا إليها الهاشميّ المعرق |
لم ينصفوا لمّا شكوا نزواتها |
هي جمرة الدنيا تضيء ة تحرق |
تبغي المزيد من الصبّابة و الهوى |
و تلحّ لا تحنو و لا تترفّق |
فاعذر إذا ملكت هواك فإنّها |
و أبيك أملح من يحبّ و يعشق |
*** |
|
من مبلغ عنّي الرئيس قصيدة |
تحمي الثغور فكلّ بيت فيلق |
و أنا الذي غنّى الشام فهزّها |
منه البيان العبقريّ المونق |
دلّلت محنتها بسحر قصائدي |
أيّام يستحذي الكميّ فيطرق |
و جبهت بالحقّ العنيف عدوّها |
و عدوّها ثمل الضغائن أخرق |
ألقى الأذى فيها و أطرب للأذى |
فمشرّد حينا و حينا موثق |
رنت العيون إلى جلالك خشّعا |
و البدر يلثم في العيون و يرمق |
حوّطته باسم النبيّ و آله |
ممّن يفيء إلى الظلام و يرشق |
في موكب تتدفّق الذكرى به |
و الخيل في جنباته تتدفّق |
مروان آب إلى الحمى فتزيّنت |
للقائه بعد القطيعة جلّق |
و كأنّ فتحا من فتوح أميّة |
حملت بشائره الجياد السبّق |
*** |
|
ذاك البناء تكاملت أجزاؤه |
إلاّ طرائف في يديك تنسّق |
و يزيد في حسن القصور و سحرها |
فنّ يرفّ إطارها و يزوّق |
إن تعي بالزمن الطويل فربّما |
صحب الأناة الصّانع المتأنّق |
إنّ الأولى محضوك صفو و لائهم |
غير الألى محضوه و هو مرنّق |
من عرفت بلاءه و وفاءه |
أهوى فأسرفت في هواي و أصدق |