شجاها من عهودك ما شجاها |
وجنّ الليل فأدركت أساها |
هفت لشبابها و صبت إليه |
ورقّ لها النصيح فما لحاها |
و هيهات الشباب و أين منه |
منى للنّفس تعثر في وجاها |
كبا و ركائب الأعوام فيه |
من العشرين لم تنقل خطاها |
أيخذلني الشباب ضنى و سقما |
أفول الشمس تغرب في ضحاها |
و ما عذر الشباب كبرت فيه |
و لي نفس فتيّات مناها |
سقاها من سلافته كؤوسا |
و حنّت للمزيد فما سقاها |
يراخي بالعنان لها وريدا |
فإن وثبت لغايتها ثناها |
و تدعوها الفتون و هنّ سحر |
فتطرق لا تلبّي من دعاها |
تريد و لا يرد و كلّ نفس |
يجاريها الشباب على هواها |
يريها للمنى صورا ملاحا |
فما همّت بها إلاّ أباها |
فبا ظلّ الشباب أتتك غرثى |
فكان أذى القطيعة من قراها |
أطلّت هوانها فاذهب حبيبا |
رعته على المغيب و ما رعاها |
و ضمّ إليك عقدك و هو درّ |
لأزين من سوارك معصماها |
معذّبة إذا لمحت جمالا |
هفت و جدا و عاودها ضناها |
و تنشد حبّها الأسمى و تأوي |
إذا عيي السهاد إلى كراها |
فتلمح في الرؤى حسنا طريفا |
و جلّ الحسن تخلقه روءاها |
تبّنته فجاء يهزّ عطفا |
ببردتها و يخطر في حلاها |
و كدت و سحره سحر خفيّ |
أرى فيه المحبّب من صباها |
*** |
|
هداها الله من حيرى أضاعت |
لبانتها و بارك من هداها |
نسائل عن أخيها من تلاقي |
و كلّ أخيّة وجدت أخاها |
و أحسب أنّه أغفى كلالا |
و مرّت في الظلام فما رآها |
أأخت الدّوح حسبك لا تغنّي |
فأخت السّرب قد فقدت طلاها |
*** |
|
و يا نفسي عبدتك عن يقين |
و حسبي قد عبدت بك الإلها |
أحبّ الحسن في الحدق الرّواني |
و في ثغر الفتاة و في لماها |
و في عطف يثير هوى ملحّا |
إذا رفّت عليه ذوءابتاها |
و في نهدي منعّمة لعوب |
و في ماء الخدود و في لظاها |
و في ضحك الطفولة و هو سحر |
و في مرح الصّغار و في دماها |
أعانق قامة فيه و غصنا |
و ألثم فيه سالفة وفاها |
برئت إلى الحقيقة من غواة |
تفرّ من الصباح إلى دجاها |
تريد رضاك تقييدا و أسرا |
و أين رضاك ربّي من رضاها |
و أنكر قدرة الخلاّق روح |
رأى صور الجمال و ما اشتهاها |
لمن جليت بزينتها عروسا |
و فيم أحبّها و لمن براها |
*** |
|
عبدتك في الجمال و لا أبالي |
ضلال النفس ذلك أم هداها |
ففي نفسي جحيمك من سيصلى |
بها لشقائه و من اصطلاها |
و في نفسي السماء و فرقداها |
و من سمك السماء و من رقاها |
و هل من أنّة خفيت و دقّت |
أسى إلاّ و في نفسي صداها |
فيا لك من عمى و سلمت عينا |
لو اختارت لما تركت عماها |
و يا لك حيرة عرضت لموسى |
فضلّ سبيل غايتها و تاها |
أراد جلاءها نفر كريم |
فجلّلها الغموض و ما جلاها |
فتحت سريرتي صفحات نور |
و قد خبر الصحيفة من تلاها |
و زحزحت الحجاب عن الخفايا |
و قلنا شقوة بلغت مداها |