أيا دمية أنشأتها و عبدتها |
كما عبد الغاوون منحوت أحجار |
سكبت بها روحي و أهواء صبوتي |
و ألوان أحلامي و بدعة أطواري |
جمعت بها الدّنيا فكانت سلافتي |
و كأسي و ندماني و أهلي و سمّاري |
و نامت على الحلم المريح بمقلتي |
و هدهدها عطري و حبّي و إيثاري |
*** |
|
و يا دمية أنشأتها ثمّ حطّمت |
يداي الذي أنشأت تحطيم جبّار |
جمالك من سحري و عطرك من دمي |
و فتنتك الكبرى خيالي و أشعاري |
و ثغرك من حاني فيا لمنمنم |
نديّ بأنفاس الرّياحين معطار |
ألمّ به إثمي فندّاه بالمنى |
و مرّ به و هنا فطيّبه عاري |
خلقتك من أهواء نفسي و نوّعت |
بك الحسن أهوائي و حبّي و أوطاري |
فما يشتهى خدّاك إلا لأنّني |
تركت على خدّيك إثمي و أوزاري |
و ما أسكرت عيناك إلا لأنّني |
سكبت بجفنيك الغويّين أسراري |
*** |
|
أينكرني حسن خلقت فتونه |
فيخنقني عطري و تحرقني ناري |
و تنكرني : يا غضبة الشعر و الهوى |
و يا غضبة الدنيا و يا غضبة الباري |
*** |
|
رددتك للطين الوضيع و ما حنا |
على روضك الهاني هبوبي و إعصاري |
و فارقت إذ فارقتك الطين وحده |
و عادت إلى نفسي عطوري و أنواري |
*** |