نائية القطوف كلّ نجمة |
من شفتي دانية القطوف |
و يا ربيعا من فتون و هوى |
طاف الربيع بالهوى فطوفي |
زارت طيوف منك ثمّ لم تعد |
إليك ، جفني شرك الطيوف |
و يا خطوب الدّهر لا تهوّلي |
روّضك الحبّ فلن تخيفي |
كلّ لباناتي طيوف و رؤى |
كأنّهنّ شطحات صوفي |
تحملني غمامة مسحورة |
كالبرق عبر أفق مكشوف |
خمريّة الحرير و الشذا معا |
تعجّ من مناي بالألوف |
تلثّم الأنجم من أحلامها |
بالأرجوان العبق الشفيف |
على غناء و رؤى و وتر |
ترنّحت ترنّح النزيف |
و لا تتيه في الدّجى غمامتي |
شوقي دليلي و الضحى رديفي |
أسأل عنك كوكبا فكوكبا |
بنزق المعذّب الملهوف |
ألفرقدان أنزلاك منهما |
على النديم و على الوصيف |
كعبتي السمراء قد لقيتها |
بين عويل الجنّ و العزيف |
فلن تحنّ بعدها لوثن |
عبادتي الولهى و لا عكوفي |
أمرّ فيه و كأنّي لم أكن |
أفديه بالتليد و الطريف |
كعبتي السمراء أنت قبلتي |
على بليل بالندى و ريف |
حسنك لم يؤلف و لا ألومه |
تكبّر الحسن على المألوف |
تبرّجت لك الشفوف دلّها |
يا من رأى تبرّج الشفوف |
و الأيك حنّ و انحنت و سلّمت |
غصونه على القدود الهيف |
تحيّة القربى و ما أرقّها |
و حنّة الألوف للألوف |
طارت إليك كبدي محمولة |
على جناح الرجز الخفيف |
ألمرقص السماء في عرس الهوى |
و الحور ينقرن على الدفوف |
الناثر الأنجم في فرحته |
دراهما نهبا على الضيوف |
و ضنّ بالشمس فضمّ يده |
حرصا على دينارها المشوف |
النغم الناعم في اختصاره |
أحلى من المطوّل العنيف |
و رنوة الحييّ ألف قصّة |
عن الهوى و غمزة العفيف |
*** |
|
نائية القطوف ، كلّ نجمة |
من شفتي دانية القطوف |
الأقحوان ثغرك المندّى |
و نحن بالعطر و بالرفيف |
دعي النصيف و أطلّي )جنّة) |
هل تستر الجنّة بالنصيف |
شربت أقداري في مصفّى |
سهدك حتّى سكرت حتوفي |
تسأل كلّ أيكة جارتها |
عن قدّك المهفهف النحيف |
تمّ رشيقا أملدا و لقيت |
منه الفضول نظرة العيوف |
قدّك و الضمير من سجّية |
بورك بالرهيف و الرهيف |
و الناهدان و ثبا كرصد |
على الكنوز الحالمات يوفي |
تحالفا تصوّنا و عزّة |
و امتنع الحليف بالحليف |
مضمّخان خمرة و شهدا |
أهكذا يصمد للزحوف |
أذكى بقلبي إن خبا لهيبه |
جمر الغضا أو دمعه اللهيف |
هل يسمح الضحى ببعض ظلّه |
قد طال في هجيره وقوفي |
أحمل في مجامري بخورها |
هديّة المشرّد الضعيف |
و لبنا من فضّة و لبنا |
من ذهب لقصرك المنيف |
تعطّري فهذه صبابتي |
و اكتحلي فهذه حروفي |