لِذاتِكَ المَجد في العَلياءِ يَنتَسِبُ
|
وَفي مَقامَكَ باهي العِلمُ وَالأَدَبُ
|
بِكَ إِزدَهى الآن وَجهُ الشامِ مُبتَهِجاً
|
وَفاضَ لَما حَلَلتَ الأُنسُ وَالطَرَبُ
|
ما زِلتَ تَهدي السَنى لِلشَرقِ مُبتَسِماً
|
حَتّى تلمعَ في أَبوابِهِ الذَهَبُ
|
سوريَةُ اليَومَ بِالأَفراحِ رافِلَةٌ
|
تَكادُ تَرقُصُ لَو لَم يُغلَب الأَدَبُ
|
نادَتكَ لَما اِبنتَ اللُطفِ عَن كَرَمٍ
|
يا مُخلِصَ الحُبِّ أَنتَ القَصد وَالطَلَبُ
|
قَد أَنزَلَتكَ المَعالي هامَ عِزَّتِها
|
فَكُنتَ أَسعَدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
|
شَيدتَ مَجدكَ في الدُنيا بِأَربَعَةٍ
|
الفَضلُ وَالحلمُ وَالإِقدامُ وَالحَسَبُ
|
قَد رَقَّ لُطفُكَ لا يَبقى عَلى كَبدٍ
|
كَأَنَّهُ ساحِرٌ لِلقَلبِ يَجتَذِبُ
|
نَراكَ في قُطرنا تاجاً يُزَينهُ
|
وَكَوكَباً لِأَثيرِ المُلكِ يَنتَسِبُ
|
وَسامَ مَجدٍ محلى بِالجَواهِرِ
|
قَد جادَت بِهِ التُركُ فَإِمتازَت بِهِ العَرَبُ
|
وَفي يَراعكَ أَسرارٌ مُنَوَّعَةٌ
|
تَجلو رُموزَ مَعانٍ كُلَها عَجَبُ
|
عِمادُ فَضلٍ عَلَيهِ رايَةٌ نُشِرَت
|
في الأُفقِ لِلحِكمة الغَراءِ تَنَتَصِبُ
|
مكفلٌ بِنِظامِ المُلكِ مُنتَهِلٌ
|
مِن خَمرَةِ الحَقِ حَيثُ الرُشدُ يَنسَكِبُ
|
لَو لَم تَكُن أَسكَرتَهُ وَهِيَ تَنهَلَهُ
|
ما كانَ في الطُرسِ يَجري وَهُوَ يَضطَرِبُ
|
وَفي يَمينِكَ سَيفٌ ضاءَ مُنَطَبِعاً
|
مِن جَوهَرِ البَرقِ مَطبوعاً بِهِ اللَهَبُ
|
حَذار يا زُمرَةَ الطاغين مضرَبَهُ
|
إِن الصَواعِقَ مِن آثارِها العَطبُ
|
يَعلو فَتىً رُحتَ بِالأَنظارِ تَشمَلَهُ
|
كَأَنَّهُ لِنُجوم الأُفقِ مُنجَذِبُ
|
شُكراً لِفَضلِكَ قَد أَحييتَ ذا أَمَلٍ
|
بِفَيضِ حِلمِكَ أَنتَ المِنهَلُ العَذبُ
|
نادَيتُ بِإِسمِكَ يَبدُو بِالتَيَمُنِ لي
|
فَقُلتُ أَسعَدُ حَيثُ السَعدُ وَالأَرَبُ
|