أتسألين عن الخمسين ما فعلت |
يبلى الشباب و لا تبلى سجاياه |
في القلب كنز شباب لا نفاد له |
يعطي و يزداد ما ازدادت عطاياه |
فما انطوى واحد من زهو صبوته |
إلاّ تفجّر ألف في حناياه |
هل في زواياه من راح الصبا عبق |
كلّ الرحيق المندّى في زواياه |
يبقى الشباب نديّا في شمائله |
فلم يشب قلبه إن شاب فوداه |
تزيّن الورد ألوانا ليفتننا |
أيحلف الورد أنّا ما فتنّاه |
صادي الجوانح في مطلول أيكته |
فما ارتوى بالندى حتّى قطفناه |
هذا السلاف أدام الله سكرته |
من الشفاه البخيلات اعتصرناه |
جلّ الذي خلق الدنيا و زيّنها |
يالشعر أصفى المصفّى من مزاياه |
نحن الذين اصطفانا من أحبّته |
فلو تدار الطلى كنّا نداماه |
و شرّف الشعر لما صاغه ترفا |
فكنت نعمته النشوى و معناه |
و راح ينشدنا عصماء شفّة |
و مقلة و جننّا فاستعدناه |
*** |
|
روحي فدى و ثن ما كان أفقرنا |
إليه في عزّة النعمى و أغناه |
إن كان يذكر أو ينسى فلا سلمت |
عيني و لا كبدي إن كنت أنساه |
يا من سقانا كؤوس الهجر مترعة |
بكى بساط الهوى لما طويناه |
*** |