حَبانا بِكَ الإِسعادُ لُطفاً فَأَبهَجا
|
وَجادَ فَأَهدى الكَوكَبَ المُتَأجِجا
|
بَدَوتَ فَحيّي نور فَضلك لامِعاً
|
فَأَخجل خَد الشَرق حَتّى تَضَرَّجا
|
وَما الشَمسُ في عَلياهُ تَضرم نارَها
|
وَلَكن كَساهُ البشر تَبراً وَزَبرجا
|
وَما زالَ فَجر السَعد مُذ لُحتَ مُشرِقاً
|
يُلامِسُ وَجهَ الأُفقِ حَتّى تَبَلَجا
|
بَدا ذاكَ الصُبح المُضيءُ عَلى المَلا
|
فَقُلتُ بَدا للقطر صُبحٌ مِن الرَجا
|
رَأَيتُكَ بَدراً بِالكَمال مُكَلَلاً
|
وِلِلمَجد جِسماً بِالجَلالِ مُتَوَّجا
|
تَوَلَيتَ بَر الشام تَحيي رُبوعَهُ
|
بِطيبِ صِفاتٍ في البَلادِ تَأَرجا
|
فَصاحَ هزار الرَوض يَصدَحُ بِالهَنا
|
وَرَدد بِالشُكرِ الغِناءَ المُهَزَّجا
|
جَمَعتَ شِعار الحَزم وَالفهم وَالذَكا
|
كَأَنَّكَ قَد صُوِّرتَ مِن جَوهَر الحجا
|
مَحامِدُ الهِجنَ اللِسانَ عَلى الثَنا
|
وَحَرَّكنَ قَلبَ الشعر حَتّى تَهيجا
|
لِحلمك رَأيٌ كَالحسام مُجَرَّدٌ
|
إِذا خاضَ في لَيل المَشاكل أَسرَجا
|
وَعَزمٌ بِتَدبير الأُمور وَعِفَةٌ
|
فَتَحتَ بِها لِلعَدل في الكَون مَنهَجا
|
وَأَنظار لُطفٍ تَسكُبُ اليمن وَالرِضى
|
إِذا خَطَرتَ يَوماً عَلى مدنَفٍ نَجا
|
وَلَو كُنتَ لِلأرهابِ تَلقى لَواحِظاً
|
عَلى ذَلِكَ الطود العَظيم تَرجرَجا
|
أَيا راشِداً قَد جاءَ لِلناس مُرشِداً
|
يُبين الهُدى كَالنور يَسطَع في الدُجا
|
تَرى بِكَ سوريا نَصيراً وَمُنجِداً
|
لِأَعتابِهِ كُلُّ إِمرِءٍ لاذَ وَالتَجى
|