تَهلَّلَ فيكَ الشَرقُ أَنتَ عِمادُهُ
|
وَنُوّرَ مِنكَ الخَلقُ أَنتَ رَشادَهُ
|
أَلَستَ الَّذي أَبدى هَذي العلمِ وَالذَكا
|
وَأَهدى العُلى نوراً فَلاحَ اِتِقادَهُ
|
أَيا جودَةَ العَصرِ الَّذي جادَ لِلمَلا
|
مَليكُ العُلى فيهِ فباهَت بِلادُهُ
|
أَرى حَلَبَ الشَهباءَ فيكَ تَرى لَها
|
شِهاباً زَها بَينَ الدَراري اِنفِرادَهُ
|
حَباها بِكَ السُلطان لُطفاً وَقَد سَما
|
عَلى حَزمكَ العالي العَظيم اِعتِمادَهُ
|
يَراكَ بِمَيدان الفَخار لَكَ الثَنا
|
أَعَز هَمامٍ سابِقات جِيادِهُ
|
أَيا بَحرَ علمٍ أَغرَقَ الكَونَ فَضلُهُ
|
وَيا بَدرَ فهمٍ قَد أَنارَ سَدادَهُ
|
يَراعَكَ سَيفٌ لِلجَهالَةِ ماحِقٌ
|
تَشيَّدَ فيهِ الحَق فَهُوَ عِمادُهُ
|
سَلَبتَ قُلوب الناس بِاللُطفِ مُحسِناً
|
فَأَيَّ فَتىً ما في يَديكَ قِيادهُ
|
خَليل مَعاليكَ البَعيد إِلى الحِما
|
يَحِنُّ وَلَكن قَد جَفاهُ مُرادَهُ
|
لَقد فاتَهُ حَظٌ بِهِ كُنتَ جائِداً
|
لِربعٍ زَهَت لَما حَلَلتَ مِهادُهُ
|
حِماً في حِما قَد ضَمَّكَ الأَمسِ تائِهاً
|
عَلى الحَمل الأَعلى يَلوحُ اِتِقادُهُ
|
بِيَومٍ بِهِ العاصي أَطاعَكَ خاضِعاً
|
وَحَنَّ لِرُؤياكَ الفراةُ فُؤادُهُ
|
لَئنَّ فاتَني حَظٌ بِهِ فاتَني المُنى
|
فَلا بُدَّ يَوماً أَن يَعودَ مَعادُهُ
|
فَإِنَّ وِدادي لا يُغَيِّرَهُ النَوى
|
وَإِن زَماني لا يَدومُ عِنادُهُ
|