خُطِفَت مَحجبَةً فَأَينَ رَشادي
|
وَمَضَت مَمنعةً فَكَيفَ فُؤادي
|
وَسِرت وَما نَظَرت لِذُلي بَعدَها
|
فَكَأَنَّها اِنتَصَرَت إِلى حُسادي
|
وَغَدَت تَقول لِرَكبِها يَوم النَوى
|
أَترى الخَليل يَعيشُ بَعد بَعادي
|
إِن عاشَ مَسلوبَ القَرار يَطيبُ لي
|
أَبَداً سَماعَ بُكا هِزارِ النادي
|
أَنا عائِشٌ يا فِتنَتي بِيَدِ الأَسى
|
أَبكي وَأَندبُ فَأِسمَعي تِعدادي
|
مُتَطائرَ الأَفكار مُنسحقَ القِوى
|
أَبَداً يَريني العشق هَول طرادِ
|
فَكانَّ عاصِفَة المَحَبة وَالنُهى
|
ريح الجُنوبِ يَقُلُّ رَجُلَ جَرادِ
|
يا أَيُّها القَوم الذين تَعَمَدوا
|
قتلي وَقَد مَلَكوا الغَداةَ قِيادي
|
لَما ما شَفَقتُم يا كِرام عَلى فَتىً
|
عافٍ أَلَستُم مَنهَلَ الوَرّادِ
|
ظَمأنَّ وَافاكُم فَرُدَّ بِحَرقَةِ النار
|
عِندَكم لِرَيّ الصادي
|
أَغرَيتُم بَدري فَهَبَّ مُخاصِماً
|
يُعصي مَرادي أَخذاً بِعِنادي
|
ماذا صَنَعتُم قَد أَثَرتُم فِتنَةً
|
بَيني وَبَينَكُمُ وَبَينَ فُؤادي
|
وَأَبَنتُمُ في الحُبِّ كُلَّ جَديدَةٍ
|
وَاللَهِ ما سَمِعتُ بِها أَجدادي
|
أَغزالَةَ الوادي المُخيم أَهلَها
|
بَينَ الخَمائل في ظِلالِ الوادي
|
حَرُّ المَصيف لَها دَعاكِ لِتَرتَوي
|
وَبِأَضلُعي لِلوَجدِ قَدح زِنادِ
|
غضي لِحاظَكِ عَن مَراشَقَةِ الوَرى
|
رِفقاً عَلى الأَحشاءِ وَالأَكبادِ
|
تَتَعرَضينَ لِصَيد أَفئِدَةِ المَلا
|
هَلا حَذرتِ مَكيدَة الصَيادِ
|
أَنا ذَلِكَ الغادي وَراءَكَ في الفَلا
|
أَينَ الفَرار مِن الغَرام الغادي
|
ماذا مَرادَكِ بِالتَجَنُبِ وَالجَفا
|
عَطفاً عَلَيَّ فَأَنتِ أَنتِ مُرادي
|
لا أَبتَغي غَير الحَديث وَحَبَذا
|
إِن جَرَّ لي تَقبيل ذاكَ الهادي
|