إلاءات .....!!!! محمد زيدان

 - السنوسي حبيب -

***

الكاهنُ الذي يرتِّلُ الضوء

وتسيلُ من أكمامه الأغنياتُ والمواجيد

الكاهن / المفازيّ

العربيدُ صديقُ الأيائل

الفجريُّ ذو (الكُفْرة)

المولعُ بالتعاويذ والشعر

الظانُّ بالصحراء ظنَّ السوء

الكاهنُ إياه

يقايضُ (القبلي) بـ (ليبو) مكيَّفة

ويهجسُ بالبارا سيكولوجي

وطبعةٍ غير منقحّة لألف ليلة وليلة.

***

- المهدي الحمروني -

كائنُ الرمل ينكشُ اللوحة

يخرجُ إلينا / نحن الصغار كنا نراه:

تظلله سماءٌ من عصافير

وبحيرةٌ من عشقٍ تمشي معه.

أتذكرُ - الآن تحديداً -

كان يكوي قميص الوقت بدفء الأغنيات

أتذكر ، يزرِّرُه بالقصائد

أتذكر ، يرتِّبُ ياقته ببهجة الموسيقى

أتذكر - غداً -

أن آخر مرةٍ رأيته

كان يهشُّ العصافيرَ نحو السماء

وينفضُ عن يديه البحيرة.

***

- سوزان عليوان -

لأن الله لا لونَ له

ولا الملاكَ أبيضُ

ولأن زرقةَ السماءِ إمعانٌ في مكيدة البحر

يرتبكُ الطفلُ مركوناً في الضوء القليل

يهذي :

البيتُ خشب

الوطنُ عارٍ ،

باللهِ عليك ، ماذا يفعلُ مَنْ حين يقرأُ ، يبكي؟!

***

- منصور أبو شناف -

.. ولسببٍ ما

تحفُّني مشيئةُ المطر

وأتورَّمُ بذاكرة النبيذ

للنديم الشتائي الذي يستأنفُ هدوئه

ويقلِّبُ حطبَ الكلام

كلّما جسَّ الرفاقُ قلقَ الموسيقى

حين "يا دارة دوري فينا"

ورقص الجارة الرومانية العجوز

..

واللهِ إنني أمشي في الهواء الأكثر بساطة

وأكتشفُ أن روحي مجرد أسانسير معطوب !

***

- جاكلين سلام -

يدُ الشعر

تهشُّ غبار الحرب

عن نافذة الصديق

تقتنصُ غيمة المسرّة لمقتبل الحزن

وتغسل عن جبينه تعب النهار

قال وهو يصعدُ في مطر الكلام :

إني أراني أبصرُ قمرا

إني أراه فوق رأسي

وتشربُ العصافيرُ منه !

***

- موسى حوامدة -

غباريون

ويتكاسرُ فينا جمرُ القصيدة

نعدُّ لها ما استطعنا من الحب

ومن صهيل الشوق

والقلبَ نطعمُها حنوَّه ، والأصابع

لسهوها نرفِّفُ الأضلاع متكأً

والعمرَ نهَبُهُ أرجوحةً لدلالها

نؤاخيها ،

فتصلبنا في شجرٍ أعلى

***

- مفتاح العمّاري -

بيروقراطيةُ العالم

لن تمنعنا من ارتجال الرصيف

ومصافحة قصيدة في هواءٍ عام

ربما غيمةٌ خفيفةُ الروح

تُهندِسُ موعداً لحديثٍ جِدّيٍ

بين شاعرٍ ونصٍ مؤجَّل !

ربما صباحٌ مشغول يقترحُ على البحر

تبديلَ جدولِ دوامه !

ربما شرطي مرور يطارِدُ حلماً مراهقاً

تجاوز الإشارة الحمراء في شارعٍ مزدحم !

ربما أشياء كثيرة ،

أثناء ذلك - هو ذا نصٌ بأسره

يجلسُ وحيداً في ضوءٍ خفيف

يغني ويشربُ القهوة !

***

- محيي الدين اللاذقاني -

الغرفة رقم (35)

باذخةٌ جداً / لا شك

وغيرُ عادي على الإطلاق

أن تشعرَ السيدةُ البدينة

بأية رغبةٍ في الوحوحة – مثلاً -

أو ضيقٍ في التنفس

وهي تُرضِعُ أطفالها الأربعة ،

ما بالُ فتاها الخامس إذاً

يركضُ في ردهات الفندق ، يصرخ :

أوكسجين.. أوكسجين ؟!

***

- جميل حمادة -

قَلَقٌ أقل

لا اطمئنانٌ أكثر

أعرف ،

يبدو ذلك في ارتباك نظارتك

واحتدام خصلتيكَ النافرتين

وشغبِكَ الأنيقِ المُحاوِلِ - أحياناً -

استعارة رزانةٍ مُفترَضة ،

لا كأستاذنا الكهل حين:

Shut your mouth please,

They are my students

بل تلك التي: "أوكى ، بس حاكمّل النكتة".

..

ماشي ،

مربكٌ جداً أن ندوخَ بين الجمرة والعسل

وتخذلنا غزالاتُ الحمادة الحمراء

إلى ذلك الحد !

مربكٌ أن يغمدَ رياض الريّس

- ولأي سببٍ كان -

أحلامنا في جيبه ويمضي

لكن الأشد إرباكاً أن يتأهه (وهبة) اللعين

يذكرني:

يا أخي أحبك بقرف !!

أحبك باشمئزاز !!

***

- محمد بن الأمين -

وأنا إلى المدينة

عصافيرٌ تنثرُ ريشَها في فِضّة السماء

وأنا إلى البحر

أسماكٌ يعضُّها الماءُ تطيرُ فوق موجٍ أحمر

وأنا إلى الجبل

رأسُهُ يثقبُ شاشَ غيمتي

وأنا إلى الموسيقى

روحُها تكادُ تصغي إليَّ

وأنا إلى الحقل

أبي يحدثني عن أبيه

ويصارحني بخوفه على مستقبل ذاكرتي

وأنا إلى الأصدقاء

لا أجدُ أحداً

فيما أعودُ إلى البيت

تنفتحُ في قلبي شوارعُ الليل

فأركضُ أركضُ في البكاء

***

- صلاح حسين الحداد -

هو شهوةُ العطش

في زمن الرماد

هي شهقةُ الحريق

في جوف المهبّ

هي احتباسُ الدمع

في أحداق الغيم

هو دهشةُ السنابل

في انفلات الجدب ،

لِمرَّةٍ

إن يختلطَ شاعرٌ بقصيدته

إلى هذا الحد ،

يذُوْقَا معاً نشوة الإله

بخمرة التوحُّد

***

- عبد الوهاب قرينقو -

لا لا لا..

لا تخمد ، استيقظ

غنِّ / ارقص / نطِّط / اجهش

نصُّكَ أنِرْه ، ارخِهِ يطير

ثم إنكَ ستدخلُ النار

وسأخبرُكَ حينها كيف صدمني "فيربر"

مع أنني - واللهِ - كنتُ حيادياً

ولم يخطر ببالي أصلاً أن أقارنه بـ "جولدينغ"

في "سيد الذباب" !

اليوم سأقرأُ صديقي كافكا وأكتبُ الشعر

لن يتعهَّرَ إلا الزمن !

نصُّكَ أنِرْه ، حرِّره

دعه ينحازُ لنا ، وللنار

أما الموز ، فلِلـ..... !

***

- العجيلي الأمين -

أكادُ أسمعُكَ تنصِتُ إليه

صوته المنسول من وحشة البراري

تخصُّه الفيافي بعنعنات الغربي

ونبرة الطلح الحزين

أكادُ أراكَ ترمقُ ظلاله

الصافنة كأشباح الرتمات

في ليلٍ صحراوي

محفوفٍ بمكائد الجن وتعاويذ الخفائيين

أيها المنذورُ لنارك

تأبط هشيمكَ المجروح بالريح

واذهب في موتكَ الحي

وحين صليلُ الأجراس يأخذُ جوفكَ المقرور

عانِق الحجر

واعلم قد أُحِيطَ بك

وأنكَ في بكاءِ الأنبياء !

***

- محمد زيدان -

ملطَّخٌ أنتَ بهذا البكاء

كأسوأ ما يكون

وبمنتهى السذاجة

يستمرُ حدوثُ العالم !

..

يستمر

..

ي

س

ت

م

ر

.