هذه الريح وهذا الجبل
|
وأنا والمنتهى والأجل
|
والجناحان وليلي قفص
|
والسياج الأبيض المكتحل
|
أيّ أنغامي الذي يسمعني
|
قمم تعزف فيها السّبل
|
والذي تبصر عيني غصنا
|
والذي يبصر عيني طلل
|
هذه الريح وهذا الجبل
|
وأنا والمنتهى والأجل
|
حطب يبحر في النهّر وفي
|
صدره النّار التي تشتعل
|
نسي الرفش عليه أثرا
|
ذكر الحطّاب فيه البلل
|
فعلى أيّ تراب تنحني
|
هذه الشمس التي تبتهل
|
وعلى كلّ تراب صنم
|
وعلى كلّ سماء بطل
|
هذه الريح وهذا الجبل
|
وأنا والمنتهى والأجل
|
والطريقان وحبّي أثر
|
أتخطّاه وسيري ملل
|
والتي قد رحلت في أثري
|
لم تعد منه وعاد الأمل
|
أشموعي والجى يذرفها
|
فصباحي أنجم تنهمل
|
والنّدى الإنسان في سنبلة
|
حلمه في ساقها يقتتل
|
هذه الريح وهذا الجبل
|
وأنا والمنتهى والأجل
|
وظلالي أدمع يسكبها
|
وقيود قد رماها الجبل
|
يوم ميلادي الذي قد نزلت
|
فيه أيّامي وأهلي نزلوا
|
نصبّوا لي شمعة تحرسني
|
ومشوا في ضوئها وارتحلوا
|
فإذا دقّ بصدري نفس
|
قرعوا أجراسهم واعتزلوا
|
هذه الريح وهذا الجبل
|
وأنا والمنتهى والأجل
|
ها هي النار مشت صخرها
|
في التماثيل دما يشتعل
|
دثرّي جرحي فلا تطفؤه
|
كلّ ريح جرحها مندمل
|
|
|