غالية البقمية

غالية بنت عبد الرحمن بن سلطان بن غربيط الرميثانية البدرية الوازعية البقمية، من قبيلة البدارا البقوم الساكنة على حدود الحجاز ونجد، زوجة حمد بن عبد الله بن محي، عامل الدولة السعودية الأولى على مدينة تربة البقوم في غرب الجزيرة العربية (السعودية حالياً). لعبت دوراً في مواجهة القوات المصرية التي أرسلها محمد علي باشا، والي مصر من قبل العثمانيين، إلى الجزيرة العربية للقضاء على الدولة السعودية والحركة الوهابية، وذلك في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري).

دخلت الأميرة غالية البقمية التاريخ من أوسع أبوابه بل كان لها دور بارز في معركة البقوم والأتراك وكتب عنها أعداؤها قبل أصدقاؤها فقالوا وهابية وداعية كبيرة للإسلام وقالو أنها ساحرة وأن الجن في خدمتها وشبهها الفرنسيون ببطلتهم (جان دارك) التي اشتهرت ببطولتها الخارقه في محاربة الإنجليز الذين إحتلوا قديما جزء من فرنسا واتخذها بعد ذلك الفرنسيون بطله قوميه ويقول المؤرخ _ غوان _ أن غاليه كانت في نظر المصريين ساحره تعطي الجنود الوهابيين سرا يحصنهم من الهزيمه فلا يستطيع أحد أن يغلبهم بينما يغلبون هم كل من يقاتلهم.

اما السبب في شهرة غاليه فانه بعد وفاة الأمير حمد بن عبد الله بن محي زوج الأميره غالية إضطرت غاليه إلى إخفاء وفاته عن الجميع بالاتفاق مع هندي بن محيي والشيخ رشيد بن جرشان الفارس المعروف والذي كانت له مكانة كبيرة في ذلك الوقت حتى لا تثبط معنويات قبيلتها وقد شبه بعض الباحثين هذه الطريقه بما فعلته شجرة الدر حيث أن الجميع تفاجأ بإرسال عثمان المضايفي (منصوب الطايف) في عهد الدولة السعودية الأولى إثنين من الفرسان يخبرون البقوم بأن الترك قادمين إلى تربه وهم في طريقهم إلى الدرعية فاجتمع البقوم كما جرت عادتهم في قصر الأمير حمد بن محي وعقدوا رأيهم والطريقة التي سيواجهون بها أعداءهم وكانت غالية بصفتها زوجة الأمير تستمع إليهم وتبدي بعض آرائها في ما يخص قبيلتها ولديها جميع مفاتيح قصور ابن محي المملوءة بالسلاح وبالتمور ولديها أعداد كبيرة من العبيد والخيل وبعد أسبوع من المرابطة تفرق القوم ولم يأتهم عدو الاّ أن شيوخ البقوم أرسلوا فارسين للوجهه التي يتوقع قدوم العدو منها فعاد الفارسان بعد ذلك منذرين فقد رؤوا جيشاً جراراً كبيراً تمشي طوابيره على الموسيقى وتجر معها العجل بالمدافع فصاح منادي الحرب في البقوم ورددت القصائد الحماسية فاجتمعت البقوم مرة أخرى وقد تسلل بعض استخبارات الترك فرأو الأميرة غاليه وهي توجه عبيدها وتوزع السلاح والتمور على رجال البقوم وتشجعهم وتؤجج في صدور أبناء قبيلتها نيران الحماسة وتدفعهم إلى التحرر من سطوة التــرك، وتمد الجيش بالمال والمشورة فاعتقدوا بأنها رئيسة البقوم وأن لديها الحل والعقد ولم يرها قواد جيش الأتراك بل كانوا يخافونها خوفا شديدا ويغالون في هذا الخوف حتى حسبوها ساحرة لما لها من الولاء المطلق من أفراد قبيلتها وكان مجرد اسمها يثير الرعب ويهزهم ليولوا الأدبار ومع ذلك كانت شخصيتها ومكانتها الحقيقية مجهولة حتى الآن وذهب تاريخها ضحية الإندثار.