أنا المقيّد لكّني سأنطلق
|
زأترك السجن خلفي وهو يحترق
|
وأخلع الكفن الدامي وقد رشحت
|
خيوطه بدمائي وهي تنبثق
|
واهدم الصنم المجنون صارخة
|
حريتي في يديه وهي تختنق ..
|
هي الحياة تناديني وملء دمي
|
أحسّ أمواجها الحمراء تندفق
|
ولن يعيق خطاي الشوك مرتفعا
|
ولن يخدّرني من ورده العبق
|
هي الحياة ولا تبقي على أثر
|
لكلّ من سار بالأكفان يستبق
|
كذلك البحر لا تبقي به رمم
|
ولا تحرّكه أنفاس من غرقوا
|
الحيّ حيّ به , والميت تقذفه
|
أمواجه فهي للأحياء تصطفق
|
فانشد نشيدك للشعّب الذي سرقوا
|
دماءه وهي في أعراقه مزق
|
وخلّفوه وفأس العمر في يده
|
جرداء يرشح منها الدمع والعرق
|
أنا المقّيد لكن سوف أنحت من
|
أغلالي السود فأسا ليس تنكسر
|
وأهدم الحائط العالي الذي غلقت
|
فيه النوافذ لا شمس ولا قمر
|
وأجمع الريح في كفّي وأطلقها
|
على الذين بهذا الشعب قد كفروا
|
وجمعّوه على أبواب مقبرة
|
تكاد من هولها الأموات تنتحر
|
وقيل هذا الروض الذي حلمت
|
به عيونك فيه الظلّ والثمر
|
لكّنه الفجر ذو الأنوار أدركهم
|
وهم قوافل بالظلماء تستتر
|
فأبصروا القبر والحفّار متكيء
|
عليه للميّت الموعود ينتظر
|
إرادة الفأس أن تهوي السجون ولا
|
يبقى على الأرض من أحجارها حجر
|
فاشحذ فؤوسك يا ابن الشعب مقتلعا
|
هذي القبور التي للشعب قد حفروا
|
وأنت لا بدّ يا ابن النور تنتصر
|
وأنت لا بدّ يا ابن الشعب تنتصر
|