البراري الفاطمية محمد الماغوط

كانت بشعرها الناريّ المرفوع كقبضة في الأول من أيار

وفمها الذي لا يكاد يرى

ونهديها الملتصقين والمفترقين أبداً كأشرعة الرحيل

وصندوق عرسها

الذي ترجع ملكيته إلى خادم أو أمير قرمطي

والذي كان منظره يبعث الرعب عند تجار الخردوات

ويأنف حتى الغجر والمتسولون من لمسه أو النظر إليه!

هي مجدي وعاري

وطني وغربتي

لبلابتي وجداري

تشردي وخيمتي

شهيقي وزفيري

ولذلك كنت دائماً بحاجة إلى صوت الرصاص

أو صمت العائلات المكسورة الجناح

كحاجة الطفل المريض إلى الدواء

لأستحقّ نقاهتي من سيئاتها وحسناتها.

*

وكانت تعتقد أن مشاكل الإنسان والحضارة والتخلف المستعصية

كالجبن

والخوف

والغيرة

والحسد

ومشاكل الصحة والمرض والركود الاقتصادي

والتلوث وفوضى المرور وانخفاض مستوى المعيشة

يمكن أن تحل بباقة زهور،

واطراقة خجل أو حياء مع حمرة خفيفة على الوجنتين

أمام عتبة أي بيت أو قرية أو مدينة أو قارة مشتعلة الأوار...

ومع ذلك ماتت ودفنت

وليس على قبرها زهرة واحدة ولو صناعية!!