أبجدية الضباب محمد الماغوط

بصلاة

بشتيمة

بريح باردة

بنسيم عليل

بنميمة

بلقمة

بسعال

ببصقة على أي شيء

ثم أعتمد طريقي نحو ما أريد

طريقاًً عاماً أو خاصاً

طويلاً أو قصيراً

هذا إذا كنت أريد تحقيق أي شيء.

*

ولا أحب أن أعثر أو أفقد شيئاً في طريقي

هذه جذوري وأغصاني.

ليس كل ما هو متقن جميل

بل كل شيء مربك كاسم الله في غير زمانه ومكانه.

*

إن قررت الانضمام لحزب أو الانسحاب منه

الاستقرار في مكان أو التشرد

البراءة أو التشكك

كانوا يضربونني على أصابعي التي أكتب بها

وعلى أنفي الذي أتنفس منه

وعلى أسناني التي آكل بها

وعلى ظهري الذي أستند به

ومن؟

حثالة الشعر والنثر والمسرح والإيمان بأي شيء.

وكانوا يعترضون طريقي حتى في الأمور البسيطة

كتسريح الشعر

وتعليق الثياب

ولون الحذاء والقبعة وربطة العنق

وكانت ضرباتهم مرعبة ومتقنة كضربات المحترفين

ولكنهم فشلوا في معرفة مصدر صوتي وأنيني

وكنت أنا لا أعرفه

لأن كل شيء تريد أن تعرفه تفقده

وكلما كشف النقاد والمتابعون

أي حكمة أو مزية أو هدف فيما أكتب

أشعر بالخوف والعار.