الصبح لَمْلَمَ عن ذُرى |
"قسيون"* أهدابَ الظلامِ |
والربوةُ الخضراءُ أغنيةٌ |
تهزّ .. بلا كلامِ |
والشام .. ساقيةُ الربيع ، |
ولو عرفتَ بأيِّ جامِ |
بَردى ، وأمواجُ الضياءِ ، |
وعطرُها بعضُ المُدامِ |
والعيدُ في نيسان سكرةُ |
أمةٍ ، وشبابُ عامِ |
والطالعون على الحياة ، |
كأنهم عبَقُ السلامِ |
جيلُ البطولةِ كله |
والدربُ يهدرُ – في الزحامِ |
بُعِثَتْ بلادي ، فالربيعُ |
شموخُ ناصيةٍ وهامِ |
ألصبحُ ينفضُ عن ذُرى |
"قسيون" أهدابَ الظلامِ |
والشام .. غارُ الوحدةِ |
الكبرى أكاليلُ الشآمِ |
... |
|
وضّاح .. أين يداكَ ، |
أشبِكُ في لهيبها يديّا ؟ |
وأضيعُ في حُلُم صباح |
العيدِ يُرْعِشُ جانحيّا |
ويمر موكبُ أمتي |
نشوانَ ، هدّاراً ، أبيّا |
وخُطاه خَفْقٌ في ضلو |
عي ، أو سناً في مقلتيا |
وملاحمُ الثوار تَزْحَم |
مسمع الدنيا دويا |
ما زلتُ في عينيكَ أبـ |
ـصرُ شعبيَ العربيّ حيا |
تظْمَا ميادينُ الكفاحِ ، |
فتستقي دمه الزكيّا |
ما زلتُ في قَسَماتِكَ |
السمراء ألمحه جليا |
كالموج ، كالشلال ، يَهْـ |
ـدِرُ ، صامداً أبداً ، عتيا |
ما زاد زَرْعُ السدودِ |
بوجهه إلا مُضيّا |
جَدلْتُ من خصل الربيع ، |
ومن ذُؤاباتِ الأقاحي |
أضمومةً خضراء. تَعْبَقُ |
بالإباءِ ، وبالسماحِ |
للموكب الهدّارِ ، مَرّ |
بشرفتي عند الصباحِ |
لقوافلِ الأبطالِ .. سُمْرُ |
زنودِهم حُلُمُ السلاح |
لرفاقك المتعطشينَ |
إلى الفداء بكل ساحِ |
للجيش ، تقفو خَطْوَه |
قِصصُ البطولةِ والأضاحي |
نحمي زنابقَ أرضِنا |
من بَطشةِ الغدرِ الوَقاحِ |
ونردّ نابَ الوحش |
منحطماً على صخر الكفاحِ |
ضفّرتُ أطواقي لموكبِ |
أمتي مِلءَ البطاحِ |
يتعجّلُ الثأرَ القريبَ ، |
وعودةَ الوطن المُبَاحِ |
... |
|
وضّاح .. حدِّثني عن |
الميدان ، عن ظَمأ الحدودِ |
للموعد المضروبِ بينكمُ |
وبين ثرى الجدودِ |
أللص .. أفقده الصوابَ |
تفتُّحُ الفجرِ الوليد |
وتألّقُ التاريخ، تا |
رخِ العروبةِ من جديدِ |
أللص .. يُنْذِرُ باللظى |
والحقّ جبّارُ الصمودِ |
إني أخافُ .. فلستَ ممن |
يصبرون على وعيدِ |
إني أخافُ .. فلستَ ممن |
يصبرون على وعيدِ |
إني أكاد أراكَ تهزأ |
بالزوابعِ ، والرعود |
وتَشُدّ رايتَك الخضيبة |
فوق ناصيةِ الخلودِ |
آمنتُ بالوطن الكبير ، |
يُطِلّ خفّاقَ البنود |
بطريقنا الدامي ، بأمتنا ، |
بصخرةِ "بورسعيدِ" |
... |
|
أيغيبُ عن عينيّ طيفُكَ |
خلفَ "حفرتكَ" الرهيبه ؟ |
كفّ على ضلعِ الزناد ، |
ونظرةٌ ثَبَتَتْ ، مَهيبه |
وعلى يمينكَ ، أو يَسَارِكَ ، |
أرضُنا الثكلى ، الحبيبه |
وأراكَ تهمسُ : لن تظَلّ |
ديارُ آبائي سليبه |
لا .. لن أعودَ ، فساعةُ |
الإعصار قد باتت قريبه |
العيد ، والأفراح ، والحبُ |
العمق رُؤىً كئيبه |
العيد نَغّصَه الذئابُ ، |
نيوبُها أبداً خضيبه |
لا .. لن أعودَ ، لأسرق |
اللحظاتِ مُرْهِقَةً ، عصيبه |
لي موعدٌ معَ من يُريدُكِ |
فوق تربتنا غريبه |
سنرى .. لِقُطّاعِ الطريق |
النصرُ ، أم لضحى العُرُوبة ! |
... |
|
أملي إليك ، وحوليَ |
الضحكاتُ تطفرُ ، والأغاني |
والمهرجانُ .. وعبقريةُ |
أمتي في المهرجانِ |
تثِبُ السطورُ هوىً ، ويَرْ |
عَشُ فوق أحرفها كياني |
لِمَ يحرمون بلادنا |
من نُعْمى الأمانِ ؟ |
لِمَ يحملون لنا الدمار ، |
بألف فَحّةِ افعوانِ ؟ |
ألأننا قلنا : لنا |
هذي المَرابعُ ، والمغاني ! |
ألأنّ أرضي .. لم يعد |
للص فيها من مكان ! |
أشدد يديكَ على السلاحِ ، |
أحسّ عزمَكَ في جَنَاني |
يتعرفُ "القرصان" حَقّكَ |
حين يلمع في السنانِ |
قدَرٌ تحرُّرنا ، ودعهم |
يوقفوا سَيْرَ الزمان ! |
... |
|
وضاح .. حدّثني متى |
تصفو لنا نعمى الجلاءِ ! |
أنظلّ نستهدي الجراحَ ، |
ونقتفي ألقَ الدماء ! |
ستقول – اعرف ما بصد |
رك من سعير الكبرياء – |
ستقول .. أمتنا بخط النار ، |
والهَيْ إن تشائيّ |
يحلو نشيدُ الحب حيثُ |
أكون حراً في غنائي |
شعبي بخطِّ النار يَقْـ |
ـتنِص الحياةَ من الفناء |
تلك الحقيقةُ كالضحى |
يجتاحُ مقلةَ كل رائي |
وضّاح ، أبصرتُ الطريق ، |
وقد توَشّحَ بالضياءِ |
سأكونُ في الميدانِ قربَكَ ، |
عند جلجلةِ النداء |
هذي الرفيقة في السلاح ، |
وتلكَ معركةُ البقاءِ |
________________ |
|
* الجبل المطل على دمشق |