ها أنتِ .. لو تدرين أين |
الآن شاعركِ المجيدُ ؟! |
من أين يُرسل همسَهُ |
شعراً ، ليحضنَه الخلودُ ! |
من أين يخترق الظلام |
مزغرداً .. هذا النشيدُ ! |
تُصغي له الجُدُر الثخانُ |
بجانبيَّ .. وتستزيدُ |
ويكاد ينشده معي |
السجّان ، والبابُ الحديدُ ! |
ها أنتِ .. فوق قصيدتي ، |
وأنا ، وأنت هنا قصيدُ |
صمتُ "النظّارة" ، والرطوبةُ ، |
والدُنى حولي همودُ |
والليلُ .. كالشبَح المسمّر ، |
ليس ينقُصُ ، أو يزيدُ |
وخيال شاعركِ القديم |
جوانحٌ - أبداً - ترودُ ! |
خفاقةٌ .. ودّت - لتهدأ - |
لو يكون لها حدودُ |
مجنونةُ النّزوَات .. تُسكرها |
المهاوي .. والنجودُ |
والسهلُ ، والقِمم المخيفةُ |
والتردّي ، والصعودُ |
مجنونةُ النّزوات .. أجهلُ |
مثلَ غيري .. ما تريدُ |
تنهدّ أبياتاً بواقيَ ، |
حينَ تصدمها القيودُ |
وتصكّها الجُدُر الثخانُ .. |
فلا تموت ، ولا تبيدُ |