أنا لا أعرفهم .. لكنه |
نبأ يَرْعش منهم في عروقي |
اقفِلِ المذياع .. قبرٌ باردٌ |
راح يروي لي انفجاراتِ الشروق |
اقفل المذياع .. أنباؤهمُ |
بدمي تسري ، بنبضي ، بشهيقي |
أنا لا أعرفهم .. لكنهم |
قبَسي في كل خطوٍ وطريقي |
ليس فيهم – والصحارى بيننا - |
غير هدّارٍ بصوتي ، ورفيقِ |
الربيع الحلو في مَعقلهِم |
يتحدى كلّ نارٍ وحريقِ |
صخرة عطشى ، وفهدٌ ثائر |
قصة البركان ، والشعب الطليق |
حملةٌ رُدَّتْ ، ووحشٌ مزقوا |
نابه ، فالصخر ريّان السّموقِ |
امطري ما شئا ناراً فوقنا |
واسفحي عطراً دمانا وأريقي ! |
يا قوي البغي .. صخوري ، جبلي |
بسمةٌ تهزأ "باللص" الغريقِ ! |
أخضرٌ موطئ أقدامهم |
أخضرٌ ، يضحك للنصر الوريقِ |
أقفل المذياع .. إني معهم |
في الذرى ، في كل هضبٍ مستفيق |
بالوضيئين : الضحى في رأدِهِ |
وانتصار الحق والشعب وثوقي |
مُزِّق الإخوة حيناً ، والتقى |
في لظى الثأر شقيقٌ بشقيقِ |
أيها الأخضر .. يا معقلهم |
أيها الشامخ كالنسر العتيق |
ليس ثوّارك .. إلا أمتي |
زحفَتْ من كل أخدودٍ عميق |
في عمانٍ جذوةٌ من فجرها |
وعلى المغرب تزأر بروقِ |
أنا لا أعرفهم .. لكنهم |
في دمي أحرار شعبي ، في عروقي |
كلما جلجل عنهم نبَأ |
سكر النصر بعُلْويِّ الرحيق |
لن تطيقي يا قوى البغي سوى |
أن تزولي من ثرانا .. لن تطيقي |