جعفر بن أبي طالب

توفي 8 هـ
السيد الشهيد الكبير الشأن علم المجاهدين أبو عبد الله بن عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي أخو علي بن أبي طالب وهو أسن من علي بعشر سنين.

هاجر الهجرتين وهاجر من الحبشة إلى
المدينة فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها فأقام بالمدينة أشهراً ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك فاستشهد. وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً بقدومه وحزن لوفاته.

روى شيئاً يسيراً وروى عنه بن مسعود وعمرو بن العاص وأم سلمة وابنه عبد الله.

حديج بن معاوية: عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ثمانين رجلاً: أنا وجعفر وأبو موسى وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وبعثت قريش
عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية. فقدما على النجاشي فلما دخلا سجدا له وابتدراه فقعد واحداً عن يمينه والآخر عن شماله فقالا إن نفراً من قومنا نزلوا بأرضك فرغبوا عن ملتنا. قال وأين هم قالوا: بأرضك فأرسل في طلبهم فقال جعفر: أنا خطيبكم فاتبعوه. فدخل فسلم فقالوا: مالك لا تسجد للملك؟ قال: إنا لا نسجد إلا لله. قالوا: ولم ذاك؟ قال: إن الله أرسل فينا رسولاً وأمرنا أن لا نسجد إلا لله وأمرنا بالصلاة والزكاة. فقال عمرو: إنهم يخالفونك في بن مريم وأمه. قال: ما تقولون في بن مريم وأمه؟ قال جعفر: نقول كما قال الله: روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر. قال: فرفع النجاشي عوداً من الأرض وقال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ما تريدون ما يسوؤني هذا! أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى في الإنجيل والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته فأكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضِّئه.

وقال: انزلوا حيث شئتم وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما. قال: وتعجل بن مسعود فشهد بدراً.

محمد بن إسحاق: عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان هو في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بأرض الحبشة ملكاً لا يُظلم أحداً عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً" فخرجنا إليه أرسالاً حتى إجتمعنا فنزلنا بخير دار إلى خير جار أمنَّا على ديننا.

قال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر. فقال كل منهما: أبي خير من أبيك. فقال علي: يا أسماء! إقضي بينهما. فقالت: ما رأيت شاباً كان خيراً من جعفر ولا كهلاً خيراً من أبي بكر. فقال علي: ما تركت لنا شيئاً ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسُّهم لخيار.

 

مجالد: عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال: ما سألت علياً شيئاً بحق جعفر إلا أعطانيه. بن مهدي حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فاجتمع إليه ناس فقال: حدثنا أبو قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال: "عليكم زيد فإن أصيب فجعفر فإن أصيب جعفر فابن رواحة" فوثب جعفر وقال: بأبي أنت وأمي! ما كنت أرهب أن تستعمل زيداً علي. قال: "إمضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير" فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة. قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم عن جيشكم إنهم لقوا العدو فأصيب زيد شهيداً فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد على الناس حتى قتل ثم أخذه بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيداً ثم أخذ اللواء خالد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال: "اللهم هو سيف من سيوفك فانصره" - فيومئذ سمي سيف الله -. ثم قال: "إنفروا فامددوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد" فنفر الناس في حر شديد.

بن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد عن أبيه قال: حدثني أبي الذي أرضعني وكان من بني مرة بن عوف قال: لكأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل حتى قتل.

الواقدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال: ضربه رومي فقطعه بنصفين. فوجد في نصفه بضعة وثلاثون جرحاً.


المرجع: سير أعلام النبلاء