هي التي مشكا مجبر موراني

هي التي تنتظر عبثا عودة ابن صار كالاميركيين
هي التي تحمل مدينتها معها حين تسافر
هي التي تسند رأسها على عجلة القيادة مستسلمة لازدحام شوارع بيروت
هي التي تسترق النظر الى ساعتها، مرة أخرى، وهي تنتظر نتائج فحصها النسائي
وهي التي تفحص عجوزا مضطربا بسمّاعتها
وهي التي تمد يدها لتتناول يد أبيها غير الواعي
وهي التي أخبروها ان طفلها يرث دمها لا هويتها
...وهي التي تلعب كرة القدم مع أخيها الأكبر وتتركه يربح
هي التي تحسب كم ذكرى سنوية مرت على زواجها، لم تحتفل بها
.هي التي تركت ابنا لم يتجاوز السنتين في رعاية أختها في قرية في الفيليبين
هي التي، كئيبة، تمسح زجاج دكانها الخالي بعد أن كان يقصده سكان الحي كلهم حين كان الحي واحدا
هي التي تعمل في مكتب البريد تحلم أن تصبح "سيدة بيت" مستقرة
هي التي تجلس في زيارة صباحية تحلم أن تصير امرأة أعمال
هي المساعدة التنفيذية التي لا تحتاج لمساعدة
..هي التي تنتظر باص المدرسة حاملة حقيبة ثقيلة كقلبها المراهق
هي التي، مذهولة، تكتشف أمها
وهي التي، مذهولة، تكتشف أنها صارت أمها
هي التي ترتشف عصير الليمون المعّطر بزهر البرتقال على شاطىء البحر
هي التي تعتني بعجوز غير راضية
وهي التي تحت رحمة عجوز وتدعي انها راضية
هي التي تعدو دون رحمة غيرآبهة بهذا الترف المنتشر على شاطىء المتوسط
هي التي تنّقب راحة يدها بحثا عن قدرها الشارد
هي التي يذهلها ان حبيبا كان من عشرين سنة قادر على جرحها
وهي التي تضع قناع التجميل على وجهها حتى يشد تجاعيد روحها
وهي التي تحرق عجة البيض وهي تستعيد حلم ليلة ماضية
هي التي تقرأ الجريدة بفتور وفنجان القهوة الصباحية مقلوب في صحنه حتى تجف القهوة وتقرأ طالعها
وهي التي تنظر في المرآة ويدهشها انها قانعة في زواجها
وهي التي تسقي ياسمينة أينعت في الشتاء على بلكونها المغمور بدفء الشمس
وأنا
وأنا التي عرفتهن كلهن
...وأنا
وأنا التي كنت كلهن