عبد الله بن رواحة

توفي 8 هـ

بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة. الأمير السعيد الشهيد أبو عمرو الأنصاري الخزرجي البدري النقيب الشاعر.

 

شهد بدراً والعقبة ويكنى أبا محمد وأبا رواحة وليس له عقب وهو خال النعمان بن بشير وكان من كتاب الأنصار. استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة بدر الموعد وبعثه النبي عليه السلام سرية في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله.

 

أحمد في مسنده حدثنا عبد الصمد حدثنا عمارة عن زياد النميري عن أنس قال كان بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول تعال نؤمن ساعة فقاله يوماً لرجل فغضب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! ألا ترى بن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة فقال: "رحم الله بن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة".

 

حماد بن زيد حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسمعه وهو يقول اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصاً على طواعية الله ورسوله".

 

كان أحد الشعراء الثلاثة الذين تصدوا للمشركين ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام والمسلمين.

 

قال بن سيرين كان شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك.

 

قيل لما جهز النبي صلى الله عليه وسلم إلى مؤتة الأمراء الثلاثة فقال الأمير زيد فإن أصيب فجعفر فإن أصيب فابن رواحة فلما قتلا كره بن رواحة الإقدام فقال:

أقسمت يا نفس لتنزلـنـه         طائعة أو لا لتكرهـنـه
فطالما قد كنت مطمـئنـه         ما لي أراك تكرهين الجنة

فقاتل حتى قتل.

وقال أيضاً: 


يا نفس إن لا تقتلي تموتي                هذا حمام الموت قد لقيت
وما تمنيت فقد أعطـيت            إن تفعلي فعلهما هـديت
       وإن تأخرت فقد شقيت

قال الوليد بن مسلم فسمعت أنهم ساروا بناحية معان فأخبروا أن الروم قد جمعوا لهم جموعاً كثيرة فاستشار زيد أصحابه فقالوا قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف وابن رواحة ساكت فسأله فقال أنا لم نسر لغنائم ولكنا خرجنا للقاء ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة والرأي المسير إليهم.

 

قال عروة بن الزبير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن أصيب بن رواحة فليرتض المسلمون رجلاً" ثم ساروا حتى نزلوا بمعان فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب في مئة ألف من الروم ومئة ألف من المستعربة فشجع الناس بن رواحة وقال يا قوم! والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها الشهادة وكانوا ثلاثة آلاف.