نازك الملائكة

1923-2007

توفيت في الواحد والعشرين من شهر حزيران  في مستشفى بالعاصمة المصرية الشاعرة العراقية الرائدة نازك الملائكة عن 84 سنة اثر هبوط حاد في الدورة الدموية.

وقالت الشاعرة العراقية ريم قيس كبه، وهي من اسرة الملائكة، ان نازك الملائكة التي عانت امراض الشيخوخة في الايام الاخيرة تدهورت صحتها امس فجأة، ثم فارقت الحياة وستشيع جنازتها  وتدفن في مقبرة العائلة غرب القاهرة.

وُلِدَت الشّاعرة نازك الملائكة في بغداد ونشأت في بيئةٍ فاضلةٍ، وهي كريمة الشّاعر والمؤلّف صادق الملائكة. والدتها "أم نزار" شاعرة أيضًا، تلقّت دراستها في بغداد وتخرّجت في دار المعلمين العالية وقدمت لِنَيْل رسالة الدكتوراه في النّقد الأدبي من إحدى جامعات أمريكا.

أخرجت نازك ديوانها الأوّل «عاشقة اللّيل» عام 1947 والتزمت فيه قواعد «الخليل بن أحمد»، ودارت غالبية القصائد فيه على عواطفها ومآسيها. وأخرجت ديوانها الثّاني«شظايا ورماد» عام 1949. وخرج شعرها في ثوب الشّعر الحرّ الذي استمدّت روحه من الأدب الإنكليزي. وامتاز ديوانها الثّاني بأثر الثقافة وقَلّت فيه العاطفة عن ديوانها الأول.

أحدثت الشّاعرة نازك ثورةً في الأدب، وهي تمتاز عن الشّاعرات المصريات في هذا الإنقلاب الأدبي. قرأت دواوين الشّعر للأقدمين والمُحدِثين وخاصة المصرييّن، فقرأَتْ للشّاعر محمود حسن إسماعيل، وقد أُعجِبَت بنسجه وصياغته وهامت في صوفيتّه، وهو الشّاعر المفضّل لديها. انعكس في شعرها الوحدة والأسى والظّلال والدّموع والحزن الصّامت والحس المُرهف ودقّة الشّعور بسبب ما اكتنفها من مآسٍ في حياتها الخاصّة، وهي تشير إلى ذلك بقولها:

هو يا ليلُ فتاة شهد الوادي سراها              قَبِلَ لليل عليها فأفاقت مُقلَتَاها

ومضت تستقبل الوادي بألحان أساها.

خرجت نازك الملائكة بشعرها إلى الوجود بهذا اللّون الحزين الصّامت الغريب، فاستُقبِلَت بالنّقد والعداء؛ فقد خشي الناس من هذا اللّون المُتشائم ولم يفهموا مأساتها فقالت:

لم أستطع يا نهر كتمان العواطف والشّعور                  مَن يمنع السّيل القويّ من التّدفق والمَسير

وهي لا تنكر أنّها تُعبّر عن لون التّشاؤم في شعرها، فتقول:

أعبّر عما تحسّ حياتي             وأرسمُ إحساس روحي الغريب

أعبّر عن كلِّ حسٍّ أعيه             أبـكي الحـياة ولا أنـكر

المرجع: رويترز

من قصائدها:..