نبوية موسى

1886 – 1951 م

تعتبر نبوية موسى رائدة تعليم المرأة.

ولدت نبوية موسى محمد بدوية بكفر الحكما بندر الزقازيق محافظة الشرقية بمصر، وكان والدها ضابطا بالجيش المصري، الوالد سافر إلى السودان قبل مولدها بشهرين ولم يعد من هناك ، نشأت نبوية يتيمة ، ثم عاشت في القاهرة مع شقيقها "محمد" الذي أصبح فيما بعد وكيلا للنيابة في مدينة الفيوم ، أما الأم فهي أم مصرية بسيطة لجأت إلى "الزار" عندما مرضت نبوية ، وباعت الأم بيتنا تملكه وأنفقت ثمنه على الزار الفخم الذي شفيت على أثره "نبوية" من مرضها! قبل المدرسة كانت تحفظ القصائد العربية التي يرددها شقيقها "محمد"، وعلمت نفسها مبادئ الحساب ، وعلمها أخوها ألف باء اللغة الإنجليزية ، ثم أصرت على الإلتحاق بالتعليم المدرسي وهو لم يكن مقبولا أو مستساغ إجتماعيا في بدء القرن العشرين ، ورأت والدتها أن إلتحاقها بالمدرسة خروج عن قواعد الأدب والحياء ومروق عن التربية والدين ، وهذا يفسر تمسكها الدائم بالحشمة والكمال وإصطدمت بعقبة المصروفات ، فباعت سوارها حتى تسدد المصروفات .

إلتحقت "نبوية موسى" بالقسم الخارجي للمدرسة السنية عام 1901 ، بالقاهرة، حيث كانت أسرتها قد انتقلت للإقامة بها، وحصلت على الشهادة الابتدائية سنة (1903م)، ثم التحقت بقسم المعلمات السنية، وأتمت دراستها في سنة (1906م)، وعينت مدرّسة بمدرسة عباس الابتدائية للبنات بالقاهرة. تقدمت نبوية موسى للحصول على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في أول سابقة من نوعها ونجحت في الامتحان، وحصلت على الشهادة سنة (1907م)، وكان لهذا النجاح ضجة كبرى، ونالت نبوية موسى بسببه شهرة واسعة.

وفي هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحفية التي تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتابا مدرسيا بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها.

تركت نبوية موسى الخدمة في وزارة المعارف، وتولت نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم (سنة 1909م) وهي مدرسة أنشأتها مديرية الفيوم، وكانت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، ونجحت نبوية موسى في نشر تعليم البنات في الفيوم فزاد الإقبال على المدرسة.

تنقلت نبوية بين إدارة عدد من مدارس البنات، وكانت تلقى العنت والمتاعب من بعض القائمين على الأمر في الوزارة، ووصل الأمر بالمستشار الإنجليزي لوزارة المعارف باترسون إلى منحها إجازة مفتوحة مدفوعة الأجر، حيث اتهمها الإنجليز بالاشتغال بالسياسة ومهاجمة القائمين على الحكم.

تعرضت نبوية لاتهامات قاسية من كبار موظفي المعارف لم تكن لها أساس من الصحة، وانتهى الأمر بفصلها من وزارة المعارف، لكن القضاء أنصفها وأعاد لها اعتبارها، وقرر أن تدفع لها وزارة المعارف مبلغ خمسة آلاف وخمسمائة جنيه تعويضا لها عن قرار فصلها من الخدمة. انصرفت نبوية موسى منذ إنهاء خدمتها بالمعارف سنة (1926م) إلى الاهتمام بأمور التعليم في مدارسها الخاصة التي أقامتها في الإسكندرية باسم مدارس "بنات الأشراف"، ثم افتتحت فرعا آخر لها بالقاهرة، وقد أوقفت مبنى مدرسة بنات الأشراف في الإسكندرية وقفا خيريا لوزارة المعارة سنة 1946م.

تعتبر الفترة فيما بين (1937- 1943م) هي أزهى فترات نبوية موسى وأكثرها نشاطا وحيوية، فإلى جانب إدارتها للمدارس التي اكتسبت سمعة طيبة قامت بإنشاء مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم الفتاة، صدر العدد الأول منها في سنة (1937م).

لنبوية موسى تراث في الفكر التربوي، خاصة أنها شاركت في كثير من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين لبحث مشكلات التعليم، كما أن لها بعض المؤلفات الدراسية التي قررتها وزارة المعارف. كما كان لها دور كبير في الدفاع عن حقوق المرأة حيث قامت في عام 1920م بنشر كتاب عن المرأة والعمل ، وشاركت أيضاً في الحركة النسائية وكانت ضمن الوفد النسائي المصري المسافر إلي مؤتمر المرأة العالمي المنعقد في روما عام 1923م.

كان لنبوية موسى نشاط اجتماعي كبير من خلال الجمعيات والمؤتمرات النسائية على المستويين المحلي والعالمي.