السيد محمد بن علي السنوسي

1802- 1859 م

ولد السّنوسي في جهات مستغانم بالجزائر في أسرةٍ جمعت شرف النسب بتحدّرها من الحسن بن علي بن أبي طالب، وكرامة العلم. توفّي والده وهو بعد في المهد، فتولّت والدته العناية به. وأقبل وهو بعد صبياً إلى العلم يرتشف منه ما يسّرته له مستغانم، ثم انتقل إلى
جامع القرويين في فاس، حيث قضى سبع سنوات طالبًا للعلم ثم مدرّساً. فأقبل عليه الطلاب يدرسون عليه، واتجه إلى المشرق فأقام بعض الوقت بالقاهرة، فاكتسب صداقة الكثيرين.

وانتقل السيد إلى الحجاز، فالتقى هناك بجموع من المسلمين وزاد اقتناعه بأن العالم الإسلامي والمجتمع الإسلامي بحاجة إلى إصلاح. وكان رأيه يتلخّص في أن سبيل الإصلاح هو أن يصلح الفرد المسلم، وعنه تنهض الجماعة. عاد من المشرق، ولكنه لم يرجع إلى الجزائر. فما كانت فرنسا التي كانت قد احتلّت الجزائر منذ سنة 1830 لتسهّل له العمل الإصلاحي، فاختار بِرْقَة في ليبيا، وأنشأ الزاوية البيضاء في الجبل الأخضر عام 1843، ومنها نشر دعوته بين الليبيين وجيرانهم، كما أنه أخذ ينشر الإسلام بين سكان أواسط إفريقيا. ونقل مركزه من البيضاء إلى الجغبوب ليكون اتصاله بهؤلاء القوم أيسر.

خلّف السيد عدداً كبيراً من الكتب، طُبِعَ بعضها ولكن لا يزال الكثير منها مخطوطاً، ولعل أهمّ كتبه هو "إيقاظ الوسنان".

أوضح السّيد السنوسي في رسائل متعددةٍ، بعث بها إلى حكّام ليبيا العثمانيين، عمل الزوايا التي أقيمت في جهات البلاد. كما بعث برسالةٍ إلى ابنه السيد محمد المهدي، تُوضح ما كان يعتمل في نفسه وقلبه وفكره.