بطرس البستاني

1898 – 1883م

ولد بطرس بن سليمان حسن افرام البستاني في دير القمر بلبنان.

تلقّى علومه في مدرسة الأخوة المَريَمِييّن في بلدته. نشأ عصامياً، فكان لوفرة ذكائه وقوّة إرادته واعتداده بنفسه أبلغ الأثر في مراحل حياته، إذ أكبّ على الدّراسة بذاته، وتَتَلمذَ على أستاذ خاص في بعبدا وبيروت. وقد تشعّبت مواهبه بين الأدب العربي والفرنسي، وأخذ يكتب في الصّحف اليوميّة ويساجل الكُتّاب والشّعراء في الأدب.

أنشأ سنة 1923 جريدة "البيان" الأسبوعية، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فكانت من أبرز الصّحف الأدبية والسياسيّة التي ظهرت في عهد الإنتداب الفرنسي، ولبثت تصدر مصوّرة إلى أن حجبها سنة 1930. وكان يعالج فيها القضايا السياسية والإجتماعية بصدقٍ وجرأةٍ، وكانت منبراً للفنون الأدبية من شعر وقصة.

وتولّى من سنة 1930 حتى سنة 1936 تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في مدرسة أخوة المدارس المسيحيّة في بيروت، ثم درّس الأدب العربي في معهد الحكمة، ونشط إلى تأليف كتابه "أدباء العرب"، فاضّطر إلى حجب "البيان" ليتمكّن من الإضّطلاع على أعباء التّدريس والتأليف.

أخرج الجزء الأول من "أدباء العرب" سنة 1931، الذّي يبحث في أدباء الجاهلية وصدر الإسلام، وتلاه الجزء الثّاني سنة 1934 مُشتملاً على آداب العبّاسيين، ثم الجزء الثّالث سنة 1937 في الأدب الأندلسيّ وعصر الإنبعاث. وفي سنة 1948 ضمّ إلى أدباء العرب منتخباتهم في الأعصر العبّاسية، وأخرج كتاباً جمع فيه طائفة شائقة من آثار الشّعراء والكُتّاب، تمتاز عن جميع ما ظهر من مختارات الأدب العربيّ، بما فيها الشّكل والتّصحيح والتّدقيق اللّغوي وتفسير الألفاظ والمعاني. و"أدباء العرب" هو أوّل كتابٍ من نوعه أسهب في نقد آثار الأدباء وفي تحليل ميزات العصور الأدبيّة والتاريخية، وأوّل كتاب جعل الغزل من مواد التّدريس. وفي سنة 1944 صدر له كتاب "معارك العَرَب" الذي تتناول أبحاثه أشهر المعارك التي نَشَبت بين الدول العربية والأعجمية منذ صدر الإسلام حتى زوال الخلافة العربية.

أخرج بطرس البستاني سنة 1944 كتاب "الشعراء الفرسان" الذّي عالج فيه موضوعاً خاصًّا في الأدب العربي، وهو شعر البطولة في العصر الجاهلي، وآداب الفروسية وحياة شعرائها. واختَتَم الكتاب بفصلٍ في آداب الفروسية الغربيّة، مُظهِراً ما بينها وبين الفروسية العربية من أوجه الشّبه والخلاف؛ وقد غمر الجو الأدبي أبحاثه.

امتاز البُستاني بالحرص على حسن الصّياغة وطلاوة التّعبير، وإشراق الدّيباجة، وتوقيع الألفاظ في كلّ أبحاثه.