قصة الحضارة العربية في مكتبة رقمية واحدة

تو. نحو 861 م

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني. ولد في فرغانة بأزباكستان وعاش في بغداد أيام المأمون والمتوكل في القرن التاسع الميلادي. يعرف عند الأوربيين باسم. Alfraganus

يُعَدُّ الفرغاني من أعظم الفلكيين الذين عملوا مع المأمون وخلفائه. يقول سارطون عنه : كان مازال على قيد الحياة في 861م. وهو من معاصري الخوارزمي وبني موسى وسند بن علي.

كان الفرغاني عالماً في الفلك وأحكام النجوم ومهندساً. من إسهاماته أنه حدد قطر الأرض بـ 6500 ميل، كما قدر أقطار الكواكب السيارة. يقول ألدو مييلي: المقاييس التي ذكرها الفرغاني لمسافات الكواكب وحجمها عمل بها كثيرون، دون تغيير تقريباً، حتى كوبرنيكوس. وبذلك فقد كان لهذا العالم الفلكي المسلم تأثير كبير في نهضة علم الفلك في أوروبا. وفي سنة 861 كلفه الخليفة المتوكل على الله بالإشراف على بناء قياس منسوب مياه نهر النيل في الفسطاط، فأشرف عليه وأنجز بناءه وكتب اسمه عليه.

ترك الفرغاني عدداً من المؤلفات القيّمة. من أشهرها : كتاب "جوامع علم النجوم والحركات السماوية". وقد ترجمه جيرار كريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد كما تُرجم إلى العبرية. وكان له تأثير كبير على علم الفلك في أوروبا قبل ريجيو مونتانوس الرياضي الفلكي الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي. طُبعت ترجمات عديدة لهذا الكتاب خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.

للفرغاني كتاب "في الأسطرلاب"، وكتاب" الجمع والتفريق".