المسبحي

366- 420 هـ

الأمير المختار عز الملك محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز، المعروف بالمسبحي الكاتب، الحراني الأصل المصري المولد، صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنفات؛ كانت فيه فضائل ولديه معارف، ورزق حظوة في التصانيف. اتصل بخدمة الحاكم بن العزيز العبيدي صاحب مصر ونال منه سعادة، وذكر في تاريخه أن أول تصرفه في خدمة الحاكم صاحب مصر كان في سنة ثمان وتسعين وثلثمائة، وذكر فيه أيضا: أنه تقلد القيس والبهنسا من أعمال الصعيد، ثم تولى ديوان الترتيب، وله مع الحاكم مجالس ومحاضرات حسبما يشهد بها تاريخه الكبير.

جمع مقدار ثلاثين مصنفا، منها: التاريخ المذكور الذي قال في حقه التاريخ الجليل قدره الذي يستغنى بمضمونه عن غيره من الكتب الواردة في معانيه، وهو أخبار مصر ومن حلها من الولاة والأمراء والأئمة والخلفاء، وما بها من العجائب والأبنية واختلاف أصناف الأطعمة، وذكر نيلها، وأحوال من حل بها، وأشعار الشعراء وأخبار المغنين وجالس القضاة والحكام والمعدلين والأدباء والمعتزلين وغيرهم وهو ثلاثة عشر ألف ورقة.

ومن تصانيفه كتاب التلويح والتصريح في معاني الشعر وغيره وهو ألف ورقة، وكتاب الراح والارتياح ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب الغرق والشرق في ذكر من مات غرقا غربا وشرقا مائتا ورقة، وكتاب الطعام والإدام ألف ورقة، وكتاب درك البغية في وصف الأديان والعبادات ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وقصص الأنبياء عليهم السلام وأحوالهم ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب المفاتحة والمناكحة في أصناف الجماع ألف ومائتا ورقة، وكتاب الأمثلة للدول المقبلة يتعلق بالنجوم والحساب خمسمائة ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة، وكتاب جونة الماشطة يتضمن غرائب الأخبار والأشعار والنوادر التي لم يتكرر مرورها على الأسماع، وهو مجموع مختلف غير مؤتلف، ألف وخمسمائة ورقة، وكتاب الشجن والسكن في أخبار أهل الهوى وما يلقاه أربابه ألفان وخمسمائة ورقة، وكتاب السؤال والجواب ثلثمائة ورقة، وكتاب السؤال والجواب ثلثمائة ورقة، وكتاب مختار الأغاني ومعانيها وغير ذلك من الكتب.

وله شعر حسن، فمن ذلك أبيات رثى بها أم ولده، وهي:

ألا في سبيل الله قلب تقطعـا         وفادحة لم تبق للعين مدمعـا
أصبرا وقد حل الثرى من أوده          فلله هم ما أشـد وأوجـعـا
فيا ليتني للموت قدمت قبلهـا        وإلا فليت الموت أذهبنا معـا


المرجع: وفيات الأعيان