صالح مجدي بك

1826-1881

وفي سنة 1298 (1881) توفي أديب آخر من نوابغ كتبة مصر السيد صالح مجدي بك. ولد في رجوان من مديرية الجيزة سنة 1242 (1826).

بعد أن تلقى مبادئ العلوم العربية ودرس اللغة الفرنسوية ألحقه أستاذه رفاعة بك الطهطاوي بقلم الترجمة ثم عهد إليه بتدريس اللغتين العربية والفرنسوية في المدرسة الهندسية الخديوية وعهدوا إليه تعريب كتب علمية للفرنج فعرب منها عدداً وافراً في رسم الأمكنة والطبقات الجيولوجية والميكانيكيات والحساب والجر والهندسة والفلكيات والفنون الحربية كبناء الحصون ورمي القنابل إلى أن تولى رئاسة الترجمة وجعله إسماعيل باشا في المعية السنية وولاه مناصب أخرى وكان آخر ما عهد إليه قضاء القاهرة فلزمه إلى وفاته. وكان صالح بك يحسن الإنشاء وفنون الكتابة وقد نشر مقالات عديدة اجتماعية وسياسية وأدبية في جرائد مصر كروضة المدارس والوقائع المصرية. واشتغل بتأليف مطول لتاريخ مصر مع علي باشا المبارك وله ديوان شعر واسع طبع في بولاق سنة 1312هـ.

ومن شعر السيد صالح بك مجدي قوله سنة 1289 يهنئ جناب الخديوي إسماعيل باشا عند رجوعه من الآستانة:  

مع النصر وافى من عليهِ المعوَّلُ

 

ومن هو في أيّامهِ الـغـرّ أوَّلُ

ومن هو للأوطان والملك والملا

 

ملاذٌ وحصـنٌ لا يُرامُ ومـوئلُ

ومن تملأُ الدنيا مهابتُـهُ الـتـي

 

بها الأسدُ في آجامها تتـجـدْلُ

ومن فاض من يمناهُ ماءُ سمـاحةٍ

 

فأحيا بلاداً أهلها قد تـمـوَّلـوا

ومن شاد أركان المعالي بـهـمَّةٍ

 

يقّصرُ من إدراكها متـطـوّلُ

وقد جاءت البشرى بذاك فزُينـت

 

لُمقْدمةِ مصرٌ وفازَ المـؤّمـلُ

وأثنتْ على دار الخلافة عند مـا

 

رأتهُ بها يعلو وشانيهِ يسـفـلُ

فِعش ما تشا في دولةٍ أنت رّبهـا

 

ومجدك فيها من قديم مـؤَثَّـلُ

وقد قلتُ في يوم القدومِ مؤرخـاً

 

إلى مصر إسماعيلُ بالبشر مقبلُ

وله في حسين باشا ناظر المعارف والأوقاف والأشغال العمومية:

لجانبك العالي ثلاثُ مـصـالـحٍ

 

نُظمتْ بمسطَتيْ عسجدٍ ولُجَـينِ

وأضاءَ منك جبـيُنـهـا بـرئاسةٍ

 

أعماُلها منشورةُ الـعَـلـمَـينِ

ونمتْ بها بركـاتُ أوقـافٍ روت

 

مصراً وقد فاضت على الحرمَينِ

وبحزمك الأشغالُ زاد نجاحـهـا

 

ونجازُها في السهل والجبـلَـينِ

ولك المعارف غرَّدت أبـنـاءهـا

 

بمـدائح الأجـداد والأبـــوَينِ

وبديعُ نظمِ كامـل فـي كـامـلٍ

 

من مخلصٍ بالقلب والشفـتـيَنِ

من مُخلص لك في الثنـاء بـدولةٍ

 

أضحيت فيها حائزَ الشـرَفـينِ

والمجد في علياك قال مؤرخـاً

 

زمنُ المعارف مُشْرقٌ بحُسَين

                                                                            تاريخ الآداب العربية :الاب لويس شيخو