نفوطيه

240- 323 هـ

هو أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب ابن أبي صفرة الأزدي، الملقب نفوطيه النحوي الواسطي؛ له التصانيف الحسان في الآداب، وكان عالماً بارعاً، بواسط في العراق وسكن بغداد، وتوفي في صفر يوم الأربعاء، لست خلون منه، بعد طلوع الشمس بساعة. وهو ابن مجاهد المقرىء ببغداد، والله أعلم، ودفن ثاني يوم بباب الكوفة.

نفطويه - بكسر النون وفتحها والكسر أفصح والفاء ساكنة - قال أبو منصور الثعالبي في أوائل كتاب لطائف المعارف: إنه لقب نفطويه لدمامته وأدمته تشبيها له بالنفط، وهذا اللقب على مثال سيبويه، لأنه كان ينسب في النحو إليه، ويجري على طريقته، ويدرس كتابه، والكلام في ضبط نفطويه ونظائره كالكلام على سيبويه، وهو مذكور في ترجمته، واسمه عمرو، فليكشف منه.

قال ابن خالويه: ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفوطويه.

ومن شعره ما ذكره أبو علي القالي في كتاب الأمالي:

قلبي عليك أرق من خـديكـا      وقواي أوهى من قوى جفنيكا
لم لاترق لمن يعذب نفـسـه      ظلماً وبعطفه هواه علـيكـا

وفيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي المتكلم المشهور، صاحب الإمامة وكتاب إعجاز القرآن الكريم في نظمه وغيرهما:

من سره أن لا يرى فاسقـاً     فليجتهد أن لايرى نفطويه
أحرقه الله بنصف اسـمـه        وصير الباقي صراخاً عليه

حكى عبد العزيز بن الفضل قال: خرج القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، وأبو بكر محمد بن داود الظاهري، وأبو عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا لها، فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضيق، فأراد كل واحد منهم صاحبه أن يتقدم عليه، فقال ابن سريج: ضيق الطريق يورث سوء الأدب، وقال ابن داود: لكنه يعرف مقادير الرجال، فقال نفطويه: إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف.

المرجع: وفيات الأعيان