يعقوب بن إسحاق

243 هـ

أبو يوسف بن السكيت، والسكيت لقب أبيه، وكان أبوه من أصحاب الكسائي عالماً بالعربية واللغة والشعر، وكان يعقوب يؤدب الصبيان مع أبيه في درب القنطرة بمدينة السلام حتى احتاج إلى الكسب، فأقبل على تعلم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمر والشيباني والفراء وابن الأعرابي والأثرم، وروى عن
الأصمعي وأبي عبيدة، وأخذ عنه أبو سعيد السكري وأبو عكرمة الضبي ومحمد ابن الفرج المقريء ومحمد بن عجلان الأخباري وميمون بن هارون الكاتب وغيرهم.

كان علاماً بالقرآن ونحو الكوفيين، ومن أعلم الناس باللغة والشعر رواية ثقة، ولم يكن بعد ابن الأعرابي مثله، وكان قد خرج إلى سر من رأى فصيره عبد الله بن يحيى ابن الخاقان إلى المتوكل فضم إليه ولده يؤدبهم وأسنى له الرزق، ثم دعاه إلى منادمته فنهاه عبد الله بن عبد العزيز عن ذلك، فظن أنه حسده وأجاب إلى ما دعي إليه، فبينما هو مع المتوكل يوما جاء المعتز والمؤيد فقال له المتوكل: يا يعقوب، أيما أحب إليك، ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فذكر الحسن والحسين رضي الله عنهما بما هما أهله وسكت عن ابنيه.

وكان يعقوب يتشيع، فأمر المتوكل الأتراك فسلوا لسانه، وداسوا بطنه، وحمل إلى بيته، فعاش يوما وبعض آخر. ومات يوم الاثنين لخمس خلون من رجب.

وجه المتوكل من الغد عشرة آلاف درهم ديته إلى أهله، ولما بلغ عبد الله بن عبد العزيز الذي نهاه عن المنادمة خبر قتله أنشد:

نهيتك يا يعقوب عن قرب شادن              إذا ماسطا أربى على كل ضيغم
فذق وأحس إني لا أقول الغداة إذ            عثرت لعاً بل لليدين ولـلـفـم

صنف ابن السكيت كتاب إصلاح المنطق، وكتاب القلب والإبدال، وكتاب النوادر، وكتاب الألفاظ، وكتاب فعل وأفعل، وكتاب الأضداد، وكتاب الأجناس الكبير، وكتاب الفرق، وكتاب الأمثال، وكتاب البحث، وكتاب الزبرج، وكتاب الإبل، وكتاب السرج واللجام، وكتاب الوحوش، وكتاب الحشرات، وكتاب النبات والشجر، وكتاب الأيام والليالي، وكتاب سرقات الشعراء وما تواردوا عليه، وكتاب معاني الشعر الكبير، وكتاب معاني الشعر الصغير وغير ذلك.

المرجع: معجم الأدباء