المرقِش الأصغر
تو.نحو 50 ق. هـ
إسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. هو ابن أخي المرقش الأكبر
وعم طرفة بن العبد . وهو أشعر المرقشين وأطولهم عمراً وأشهر عشاق العرب
المشهورين وفرسانهم المعدودين . كانت له مواقع في بكر بن وائل وحروبها مع
تغلب .
كان المرقش الاصغر جميل الوجه . علقت به هند بن عجلان جارية فاطمة بن
المنذر ، وكذلك فعلت سيدتها فاطمة ، الا انه كان أميل الى جاريتها .
المرقش الاصغر شاعر وجْد أكثر منه شاعر فروسية . أمعن في وصف الطّلل الخالي
المتهدم الموحش ، كنفسه . تصحب تجربة الطّلل في شعره ، تجربة الطيف ، وهو
تجسيد لشوقه ووجده في إطار حسي تتراءى له به الحبيبة مقبلة عليه ، مواصلة
له ، حتى اذا انقشع وهمه، عاد الى واقع الخيبة والمرارة ، شاعراً بالوحشة
والمنفى والفراغ . وقلما نقع له على قصيدة لا يذكر فيها الطيف مفصحاً بذلك
عن نوع من القنوط والسويداء . وهو بذلك يدنو الى واقع الشعراء العذريين
الذين بنوا لانفسهم عالماً من الذكريات العاطفية تنطفي فيه أحداقهم عن
الحاضر الذي يعيشون فيه .
يخلع المرقش الأصغر على حبيبته وهو يصفها ، صفات الكمال والنعيم ، رامزاً
بها الى عهد من السعادة الضائعة والى نعيم بعيد المنال .
وتحت وطأة هذا
التشاؤم والشعور بالخيبة ، نرى الشاعر يتصدى للحياة ذاتها ، مسيئاً الظن
بها ، ناعياً عليها تقلباتها وغدرها . فهي تغتال كل خير وتخلّف كل شر .
من قصائده:..