وردة اليازجية

1838- 1924م
 
 وُلدت وردة اليازجية بكفر شيما الواقعة على مشارف
بيروت بلبنان، ونشأت في بيت فضيل، فأبوها هو الأديب اللغوي الكبير نصيف اليازجي وهي أخت إبراهيم اليازجي، وخليل اليازجي، وكلاهما من علماء اللغة.
 
 اكتشف الأب ميل ابنته إلى الأدب وقراءة الكتب، فأشرف بنفسه على تعليمها اللغة العربية، وعهد بها إلى إحدى المدرسات فتعلمت على يديها اللغة الفرنسية، وكان أبوها كلما غاب عن المدينة تعمد مراسلتها شعرا فترد هي على خطابه بالشعر أيضا.
 
 تزوجت وردة اليازجية سنة (1283هـ = 1866م)، وأنجبت 5 أبناء، عنيت بتربيتهم كما عنيت من قبل بتربية أخواتها، وكانت تساعد أباها في تربيتهم. وظلت بعد زواجها محافظة على هندامها، تأتزر حين تغادر البيت وتعتمر الطربوش، وتنتسب إلى أسرة أبيها، وكانت إلى جانب ذلك تدرِّس في أحد المعاهد الأهلية.
 
 في سنة (1317 = 1899م) هاجرت إلى
مصر، واستقرت بمدينة الإسكندرية واتخذتها مستقرا لها، وكان بينها وبين عائشة التيمورية مساجلة لطيفة بالشعر قبل أن يلتقيا بعد إقامة وردة بمصر.
 
 انتقدت وردة اليازجية المرأةَ العربية لتفرنجها "حتى صارت تخجل من استعمال لغتها، والسير على عادات قومها"، ودعت المرأة العربية في عصرها إلى إكبار اللغة العربية ورعاية عاطفة الوطنية، وهي تشترك مع عائشة التيمورية وملك حفني ناصف في الدعوة إلى الاعتزاز بالقومية والعروبة.
 
 جمعت وردة أعمالها في ديوان "حديقة الورد" (1867م). وهذا الديوان يضم أغراضا متعددة، غير أن شعر التأبين والرثاء يحتل الجزء الأكبر من الديوان. وكانت وردة قد فقدت في رحلتها في الحياة أباها وزوجها ومعظم أبنائها وكثيرا من أخواتها، فرثتهم في قصائد مفحمة مليئة بالحزن الطاغي والألم القاسي.
 
 تعد وردة اليازجية من رواد الشعر العربي الكلاسيكي، ومن النساء اللاتي برزن بعد طول انقطاع عن ذلك، وساعدتها بيئتها العلمية على التفوق والظهور، وفتحت الطريق لغيرها من صاحبات النبوغ لاستكمال السير في الطريق الذي بدأته.
 
 توفيت وردة اليازجية بعد أن بلغت من العمر السابعة والثمانين.