السلامي الشاعر

336- 393 هـ

أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن خليس بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله ابن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المخزومي السلامي الشاعر المشهور؛ هو من ولد الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أخي خالد بن الوليد، رضي الله عنه.

قال الثعالبي في حقه هو من أشعر أهل العراق قولا بالإطلاق، وشهادة بالاستحقاق، وعلى ما أجريته من ذكره، شاهد عدل من شعره، والذي كتبت من محاسنه نزه العيون، ورقى القلوب، ومنى النفوس. ومن خبره أنه قال الشعر وهو ابن عشر سنين، وأول شيء قال في المكتب:

بدائع الحسن فيه مفتـرفة         وأعين الناس فيه متفقـه
سهام ألحاظـه مـفـوقة             فكل من رام لحظه رشقه
قد كتب الحسن فوق وجنتيه     هذا مليح وحق من خلقـه

وركب في صباه سمارية في دجلة، ولم يكن رأى دجلة قبل ذلك فقال:

وميدان تـجـول بـه خـيول            تقود الدارعـين ولا تـقـاد
ركبت به إلى اللذات طرفـا          له جسم ولـيس لـه فـؤاد
جرى فظننت أن الأرض وجه        ودجلة ناظر، وهو الـسـواد

نشأ ببغداد وخرج منها إلى
الموصل وهو صبي يوم ذاك، فوجد بها جماعة من مشايخ الشعراء، منهم أبو عثمان الخالدي أحد الخالدين، وأبو الفرج الببغاء وأبو الحسن التلعفري، وغيرهم، فلما رأوه عجبوا منه لبراعته مع حداثة سنه، فاتهموه بان الشعر ليس له، فقال الخالدي: أنا أكفيكم أمره، واتخذ دعوة جمع فيها الشعراء وأحضر السلامي المذكور معهم، فلما تواسطوا الشراب أخذوا في التفتيش عن بضاعته، فلم يلبثوا أن جاء مطر شديد وبرد ستر وجه الأرض، فألقى الخالدي نارنجا كان بين أيديهم على ذلك البرد، وقال يا أصحابنا، هل لكم أن نصف هذا؟ فقال السلامي ارتجالا:

للـه در الـخـالـــدي            الأوحد الندب الخـطـير
أهدى لماء المـزن عـن       د جموده نار الـسـعـير
حتى إذا صـدر الـعـتـا         ب إليه عن حر الصـدور
بعـثـت إلـيه هـــدية          عن خاطري أيدي السرور
لا تـعـذلـوه فـإنـــه             أهدى الخدود إلى الثغـور

فلما رأوا ذلك منه أمسكوا عنه. وكانوا يصفونه بالفضل ويعترفون له بالإجادة والحذق، إلا التلعفري. فإنه أقام على قوله الأول حتى قال السلامي فيه:

إن أكثر شعر السلامي نخب وغرر. وكانت ولادته آخر نهار الجمعة لست خلون من رجب في كرخ بغداد وتوفي يوم الخميس رابع جمادى الأولى .

والسلامي: نسبة إلى دار السلام بغداد .

المرجع: وفيات الأعيان